بن أبي جهل » ، « هبيرة بن وهب » ، « نوفل بن عبد الله » ، و « ضرار بن الخطاب » لامة الحرب ، ووقفوا أمام بني كنانة في غرور عجيب ، وقالوا : تهيّأوا يا بني كنانة للحرب ، فستعلمون من الفرسان اليوم؟
ثم ضربوا خيولهم فعبرت بهم الخندق من مكان ضيق قد أغفله المسلمون ، ولكنهم بادروا إلى محاصرة تلك الثغرة ومنع غيرهم من العبور.
وكان الموضع الذي وقف فيه اولئك الشجعان الخمسة الذي عبروا الخندق للمبارزة يقع بين الخندق وجبل سلع حيث تمركز جنود الاسلام (١).
ثم أخذوا يدعون المسلمين إلى البراز ، في كبرياء وغرور كبيرين ، وهم يقطعون ذلك الموضع جيئة وذهابا بخيولهم!!
بيد أنّ أشجع اولئك الخمسة وأجرأهم وأعرفهم بفنون القتال وهو : « عمرو بن عبد ود العامري » تقدم ، وأخذ يرتجز داعيا المسلمين الى النزال والبراز قائلا :
ولقد بححت من النداء |
|
بجمعكم هل من مبارز |
ووقفت إذ جبن المشجّع |
|
موقف البطل المناجز |
إنّي كذلك لم أزل |
|
متسرّعا نحو الهزاهز |
إن السماحة والشجا |
|
عة في الفتى خير الغرائز |
فأحدثت نداءات عمرو الرهيبة حالة من الرعب ، والوجل الشديدين في معسكر المسلمين ، وسكت الجميع ، ولم ينبسوا ببنت شفة رهبة وخوفا منه.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« أيكم يبرز إلى عمرو أضمن له الجنة »؟
وقد قالها رسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاث مرات ، وفي كلّ مرة يقوم عليّ عليهالسلام ويقول : انا له يا رسول الله ، والقوم ناكسوا رءوسهم (٢) او كأنّ المسلمين يومئذ على رءوسهم الطير لمكان عمرو وشجاعته ، كما يقول الواقدي (٣).
__________________
(١) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٢٣٩ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٨.
(٢) تاريخ الخميس : ج ١ ص ٤٨٦.
(٣) المغازي : ج ٢ ص ٤٧٠.