حوادث السنة السابعة من الهجرة
|
٤٣ النبيّ يعلن عن رسالته العالمية |
لقد أراحت معاهدة الحديبية بال رسول الاسلام صلىاللهعليهوآله من ناحية الجنوب ( أي مكة ) ، وقد آمن برسول الله صلىاللهعليهوآله ولبّى دعوته في ظل الهدوء والأمن والاستقرار الحاصل بسبب هذا الصلح جماعة من زعماء العرب. ورجالها البارزين.
واغتنم رسول الله صلىاللهعليهوآله هذه الفرصة ففتح على ملوك العالم وزعماء القبائل ، ورجال الدين المسيحي يومذاك باب المراسلة ، فكاتبهم ووجّه إليهم رسائل كثيرة عبر رسله وسفرائه ، وقد عرض فيها عليهم رسالته ودعوته التي كانت يومذاك لا تخرج عن صورة العقيدة البسيطة وكان في مقدورها أن تضم تحت لواء التوحيد ، وفي اطار التعاليم الاخلاقية والانسانية كل البشرية.
وقد كانت هذه هي الخطوة الاولى التي خطاها رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد ١٩ عاما من الصراع مع قريش العاتية.
ولو أن الاعداء الداخليين لم يشغلوه بالصراعات والحروب لاستطاع رسول الاسلام ان يقوم بتوجيه دعوته الى شعوب العالم آنذاك قبل هذا الوقت ، ولكن الحملات الظالمة والمضايقات الشديدة التي قام بها العرب الوثنيون الجهلة طوال ما يقرب من عقدين من عمر الرسالة أجبرت رسول الاسلام صلىاللهعليهوآله على أن يصرف قسما عظيما من أوقاته الغالية في ترتيب شئون الدفاع عن حياض الاسلام وكيان المسلمين.