وتحركاته.
وعند الصباح ومع طلوع الشمس التي شقت بأشعتها رداء الظلام ، وأضاءت السهل والجبل ، تجمّع قادة الجيش الاسلامي وصناديده وأبطاله وغيرهم من الرجال وفيهم الاميران المنهزمان بالأمس حول رسول الله صلىاللهعليهوآله وهم يريدون بشوق بالغ أن يعرفوا من سيعطيه الراية اليوم ، وقد تطاول لها أبو بكر وعمر (١).
ولم يطل هذا الانتظار ، فقد كسر رسول الله صلىاللهعليهوآله جدار الصمت هذا عند ما قال : « اين علي »؟!
فقيل يا رسول الله به رمد ، وهو راقد بناحية.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« ائتوني بعليّ » (٢)
إنّ هذه العبارة تكشف عن أن ما أصاب عليا عليهالسلام من الرمد كان من الشدة بحيث سلبه القدرة على المشي ، وعاقه عن الحركة.
فأمرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يده الشريفة على عيني علي عليهالسلام ودعا له بخير ، فعوفي من ساعته ، واستعادت عيناه عليهالسلام سلامتها افضل ممّا كانت بحيث لم يرمد عليهالسلام حتى آخر حياته بفضل تلك المسحة النبوية المباركة.
ثم دفع رسول الله صلىاللهعليهوآله اللواء إلى عليّ عليهالسلام ودعا له بالنصر كما أنه أمره بأن يبعث إلى اليهود قبل قتالهم من يدعو رؤساء الحصون الى الاسلام ، فإن أبوا اعتناق الاسلام أخبرهم بوظائفهم في ظل الحكومة الاسلامية وأن عليهم أن يسلّموا أسلحتهم إلى الحكومة الاسلامية ، ويعيشوا بحرية وأمان
__________________
(١) هذه هي عبارة الطبري : ج ٢ ص ٣٠٠ ، كنز العمال : ج ٦.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٢٨ و ٢٩ ، تاريخ الخميس : ج ٢ ص ٤٩.