لقد حرمت ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله العزيزة فاطمة من ملكها الخالص ( فدك ) بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله لأغراض سياسية خاصة ، وأخرجوا عمالها من تلك الارض ، فعمدت إلى إثبات حقّها واسترداد ملكها من جهاز الخلافة عن طريق القانون.
ففي الدرجة الأولى كانت قرية فدك في يدها ، واليد دليل الملك ، ولكن جهاز الخلافة طلب منها مع ذلك دليلا على كون فدك ملكها ، خلافا لكلّ الموازين القضائية الاسلامية.
إذ لا يطلب من أيّ واحد له يد على شيء ( أي يكون ذلك الشيء تحت تصرفه ) أن يقيم دليلا على ملكيته لذلك الشيء ، ولكن الخلافة لم تعر ليد الزهراء على « فدك » أهمية ، بل طالبتها بان تأتي بشاهد على ملكيته.
ولهذا اضطرت فاطمة الزهراء عليهاالسلام إلى ان تأتي للشهادة على ذلك بشخصيّة ذات مكانة هامة كعليّ عليهالسلام وامرأة تدعى أمّ أيمن التي شهد لها رسول الله صلىاللهعليهوآله بأنها من نساء الجنة (١).
وبعتيق رسول الله صلىاللهعليهوآله « رباح » حسب رواية البلاذري (٢) ، ولكن جهاز الخلافة لم يعر اهتماما لشهادة هؤلاء الشهود ، وحرم ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله من ملكها الذي وهبه اياها والدها رسول الله صلىاللهعليهوآله .
ولقد كانت « الزهراء » و « علي » وابناهما الحسن والحسين عليهمالسلام مطهرين من كل رجس كما صرح بذلك قوله تعالى :
« إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » (٣).
__________________
(١) الاصابة : ج ٤ ص ٤٣٢.
(٢) فتوح البلدان : ص ٤٤.
(٣) الاحزاب : ٣٣ ، راجع كتاب : آية التطهير في احاديث الفريقين : ج ١ و ٢.