منهم وهم لا يحملون معهم إلاّ سلاح الراكب اذ لم يكن مسموحا للمسلمين ـ حسب المعاهدة ـ أن يأخذوا معهم سلاحا غير ذلك.
من هنا عمد رسول الله صلىاللهعليهوآله تحسبا لأي طارئ إلى تكليف مائتي رجل من المسلمين بالتسلح الكامل ، وأمرّ عليهم « محمّد بن مسلمة » وحملهم على مائة فرس سريع ، وأمرهم بالتوجه صوب مكة أمام القافلة الكبرى ، والاستقرار في منطقة « مرّا لظهران » قرب الحرم ، ينتظرون ورود رسول الله صلىاللهعليهوآله ومن معه.
فعرف عيون قريش الذين كانوا يراقبون تحركات رسول الله صلىاللهعليهوآله بقضية الفرسان المسلّحين المائتين ، واستقرارهم في وادي « مرّ الظهران » ، وأخبروا سادة قريش بالأمر.
فبعثت قريش « مكرز بن حفص » الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ليكلموه في هذا الإجراء فاتى مكرز الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلمه اعتراض قريش وانه تعهّد ـ قبل ذلك ـ أن لا يدخل مكة إلاّ بسلاح المسافر.
فأجابه رسول الله صلىاللهعليهوآله .
« لا ندخلها إلاّ كذلك ولكن يكون هؤلاء قريبين منا ».
وقد أفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله مكرزا بهذه العبارة بأن قريش لو استغلّت عدم حمل النبي واصحابه للسلاح الثقيل فباغتتهم أدركتهم هذه القوة الاحتياطية المسلحة القوية المستقرة على مقربة من الحرم ، ومدّوهم بالسلاح والعتاد.
فعاد « مكرز » واخبر قريشا بما سمع من رسول الله صلىاللهعليهوآله فادركت قريش حنكة رسول الاسلام وبعد نظره ، وحسن تقديره للامور ،