الاجتماعية جعفر بن أبي طالب ( جعفر الطيار ).
يقول ابن الاثير عنه : جعفر بن أبي طالب كان اشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآله خلقا وخلقا ، أسلم بعد إسلام أخيه عليّ بقليل. روي أن أبا طالب رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم وعليا رضياللهعنه يصليان وعليّ عن يمينه ، فقال لجعفر : صل جناح ابن عمك وصلّ عن يساره (١).
وجعفر رأس المهاجرين إلى الحبشة الذين هاجروا إليها حفاظا على دينهم وعقيدتهم من الفتنة وهو الذي استمال قلب النجاشي بما تكلم به عنده من الحجة وقرا عليه آيات من القرآن عن المسيح عليهالسلام وأمه مريم ، واثبت كذب مبعوثي قريش لاستعادتهم إلى ارض الحجاز ، وهو الذي وفق لأن يخطب ودّ النجاشي ويكسب حمايته للمهاجرين الملاحقين إلى درجة أنه طرد مندوبي قريش (٢).
ان جعفرا هو الشخصية البارزة التي لما رآه رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم خيبر وقد عاد من الحبشة مشى إليه (١٢) خطوة وعانقه وضمه وقبّل ما بين عينيه وبكى من فرط الشوق إليه وقال في حقه :
« بايهما اسرّ بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ».
إنه هو ذلك الرجل العظيم الذي كان يذكر عليّ عليهالسلام ، بعد استشهاده شجاعته وبسالته ، فعند ما سمع عليّ عليهالسلام بمبايعة عمرو بن العاص لمعاوية ، وتقرّر أن يوكل معاوية حكومة مصر إلى عمرو إذا غلبا عليا ، غضب عليّ عليهالسلام من هذا الامر وتذكر شجاعة عمّه حمزة وأخيه جعفر وقال :
لو أنّ عندي يا ابن حرب جعفرا |
|
او حمزة القرم الهمام الازهرا |
__________________
(١) اسد الغابة : ج ١ ص ٢٨٧.
(٢) اسد الغابة : ترجمة جعفر بن أبي طالب ، وغيره من المصادر في هذا المجال.