خزاعة؟
فقال بديل : لا ، ولكني سرت في بلاد كعب وخزاعة في قتيل كان بينهم ، فأصلحت بينهم.
قال هذا ، وواصل سيره باتجاه مكة.
ولكن أبا سفيان عمد ـ لمعرفة ما إذا كان بديل عائدا من المدينة أولا ـ إلى أبعاد لإبل « بديل » وجماعته ، ففتّها فوجد فيها نوى من تمر المدينة فايقن بأن القوم كانوا في المدينة وأنهم جاءوا محمّدا ، وأخبروه بما جرى.
قدم أبو سفيان المدينة فدخل على ابنته « أم حبيبة » زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلما أراد أن يجلس على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله طوته أم حبيبة عنه ، فقال : يا بنيّة ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش ، أم رغبت به عنّي؟!
قالت : بل هو فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنت رجل مشرك نجس ، ولم أحبّ أن تجلس على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله .
وفي امتاع الاسماع أن ابا سفيان لما دخل على ابنته أم حبيبة ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله فطوته دونه وقالت : أنت امرؤ نجس مشرك!
فقال : يا بنيّة! لقد أصابك بعدي شرّ.
قالت : هداني الله للاسلام ، وأنت يا أبتي سيد قريش وكبيرها ، كيف يسقط عنك دخولك في الاسلام وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر!!
قال : يا عجباه! وهذا منك أيضا! أأترك ما كان يعبد آبائي ، واتّبع دين محمّد!؟
أجل هذا هو منطق ابنة رجل حاك مؤامرات عديدة وقاد جيوشا ضد الاسلام طيلة عشرين عاما تقريبا ، وكانت تربطه بام حبيبة رابطة الابوة والبنوة الوثيقة ، ولكن حيث إن تلك المرأة ترعرعت في مهد الاسلام ، ونشأت في مدرسة