يدى رسول الله صلىاللهعليهوآله حول أبي سفيان وكان عمر يقول : أبو سفيان عدوّ الله فلا بد أن يقتل ، ولكن العباس كان يقول : يا رسول الله إنّي قد أجرته ، فقطع رسول الله صلىاللهعليهوآله دابر هذه المناقشة عند ما قال :
« اذهب يا عبّاس إلى رحلك ، فاذا أصبحت فاتني به ».
فذهب العباس بأبي سفيان إلى رحله ، فبات عنده ليلته كما أمر ، فلما أصبح غدى به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله .
لما مثل أبو سفيان عند الصباح بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله في خيمته قال له النبي صلىاللهعليهوآله :
« ويحك يا أبا سفيان ؛ ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلاّ الله؟ ».
فقال أبو سفيان : بأبي أنت وأمي ما أحلمك ، وأكرمك ، وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله آله غيره ، لقد أغني عنّي شيئا بعد.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنّي رسول الله »؟
قال : بأبي أنت وأمي ما أحلمك ، وأكرمك ، وأوصلك ، أما والله فإنّ في النفس منها حتى الآن شيئا!!
فغضب العباس من شك أبي سفيان ، ولجاجته وعناده فقال له : ويحك ، أسلم واشهد أن لا إله الاّ الله ، وأن محمّدا رسول الله قبل أن يضرب عنقك.
فشهد أبو سفيان شهادة الحق ، فاسلم ودخل في عداد المسلمين.
أن إسلام أبي سفيان الذي حصل في جوّ من الرعب والتهديد وإن لم يكن بالاسلام الذي كان يريده رسول الاسلام صلىاللهعليهوآله ويطلبه دينه الحنيف ، ولكنّ مصالح معيّنة كانت توجب أن يدخل أبو سفيان في عداد المسلمين كيفما كان ليرتفع بذلك اكبر سدّ ، وينزاح اكبر مانع من طريق الدعوة