فصعد عليّ عليهالسلام على منكبه ، ثم نهض به فالقى صنم قريش الاكبر ، وكان من نحاس ، ثم ألقى بقيّة الاصنام إلى الارض وحطّمها.
وقد أنشد شاعر الحلة الشهير بابن العرندس ، وهو من شعراء القرن التاسع الهجريّ قصيدة ذكرها فيها هذه الفضيلة بقوله :
وصعود غارب أحمد فضل له |
|
دون القرابة والصحابة أفضلا (١) |
ثم ان رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر بان يفتح باب الكعبة فوقف على الباب ، وأخذ بعضادتى الباب فاشرف على الناس بطلعته المنيرة ومحياه الجميل وقال :
« الحمد لله الّذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ».
ولقد كان الله سبحانه قد وعد نبيّه الكريم في آية من آيات الكتاب العزيز بأن يعيده الى مسقط راسه اذ قال : « إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد قل ربّي اعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين » (٢).
وقد أخبر النبي صلىاللهعليهوآله بحمده هذا عن تحقّق وعد الله له ، وبرهن مرة اخرى على صدقه ، وصحة دعواه.
وفي ما كان الصمت يخيّم على أرجاء المسجد الحرام ، وفي ما كانت الانفاس محتبسة في الصدور ، وتجول في رءوس الحاضرين وانفسهم أفكار مختلفة ، وخواطر شتى ، ويتذكر أهل مكة المشركون ما ألحقوه برسول الله صلىاللهعليهوآله واتباعه من الأذى والعذاب الشديد ، فتذهب بهم تصوراتهم مذاهب شتى!!
إن الذي سبق لهم أن اشعلوا حروبا كثيرة ضد رسول الله صلىاللهعليهوآله وقتلوا خيرة شبابه وأصحابه ، بل وتمادوا في غيهم وعدوانهم حتى أنهم تآمروا
__________________
(١) مسند احمد بن حنبل : ج ١ ص ٨٤ باسناد صحيح ، السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٨٦. تاريخ الخميس : ج ٢ ص ٨٦ و ٨٧ ، مستدرك الحاكم : ج ٢ ص ٣٦٧ ، وراجع بقية المصادر في موسوعة الغدير : ج ٧ ص ١٠ ـ ١٣.
(٢) القصص : ٨٥.