بالاحرى وفي الحقيقة رفضت الاعتراف بخلافة أبي بكر ، وامتنعت عن أداء الزكاة إليه ، فبعث أبو بكر فرقا عسكرية مختلفة لقمع تلك الجماعات المتمردة.
وبعث خالد بن الوليد على رأس فرقة عسكرية الى قبيلة « مالك بن نويرة » لمقاتلتها بحجة الارتداد ، وكان « مالك » وجميع أفراد قبيلته على استعداد للقتال ، وكانوا يقولون : نحن مسلمون ، فلا معنى لمقاتلتنا.
فمكر بهم خالد على نحو مكره ببني جذيمة في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأمّنهم ، وطلب منهم إلقاء اسلحتهم ، فلما وضعوا أسلحتهم ، أمر بحبسهم ، ثم قتلهم وقتل زعيمهم المسلم الصالح « مالك بن نويرة » واعتدى على زوجته في نفس الليلة (١).
فهل يصح أن يوصف هذا الرجل ـ على هذه السوابق السوداء ، ومع هذا الملفّ المخزي ـ بسيف الله ، وأن يعدّ من امراء الاسلام المجاهدين الصالحين؟!! (٢).
__________________
(١) الكامل في التاريخ : ج ٣ ص ١٤٩ ، أسد الغابة : ج ٤ ص ٢٩٥ تاريخ ابن عساكر : ج ٥ ص ١٠٥ ، ١١٢ تاريخ ابن كثير : ج ٦ ص ٣٢١ ، تاريخ الخميس : ج ١ ص ٢٣٣.
(٢) لقد ورد ذكر هذه الحادثة في كتب التاريخ في حوادث السنة الأولى من حكومة « أبي بكر » بصورة مفصلة وقد ذكرناها ملخصة.
وللوقوف على تحليل هذه القضية المؤسفة راجع كتاب النص والاجتهاد ص ٦١ ـ ٧٥.