|
٥٠ معركة حنين |
كانت طريقة رسول لله صلىاللهعليهوآله عند فتح أيّة منطقة من المناطق هي أن يقوم بنفسه بادارة شئونها السياسية والدينية ما دام هو فيها ، فإذا أراد أن يغادرها عيّن أفرادا صالحين للقيام بتلك الأمور ، وشغل تلك المناصب لأن الناس في تلك المناطق كانوا قد اعتادوا على النظام المباد ، ولم يكن لهم معرفة بالنظام الجديد ، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فإن الاسلام دين متكامل ، ونظام سياسي ، اجتماعي ، أخلاقي ، ومعنوي يستمد قوانينه من منبع الوحي الطاهر ، ويحتاج إيقاف الناس على تلكم القوانين والتعاليم ، وتطبيقها العملي إلى أفراد صالحين متمرسين ومدرّبين على التثقيف والتطبيق الصحيحين ، ليمكنهم إيقاف الناس في تلك المناطق على مبادئ الاسلام واصوله الصحيحة ، وتنفيذ البرنامج السماوي الاسلامي في حياتهم على النحو الصحيح.
وقد فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله هذا عند فتح مكة ، فانه صلىاللهعليهوآله بعد أن قرر مغادرة مكة والمسير إلى قبيلتي « هوازن » و « ثقيف » عيّن « معاذ بن جبل » ليعلّم الناس القرآن ، وأحكام الاسلام ، و « عتاب بن أسيد » الذي كان رجلا مؤهّلا ، لادارة الامور ، والصلاة بالناس جماعة ، ثم غادر رسول الله صلىاللهعليهوآله مكة بأصحابه بعد أن مكث فيها خمسة عشر يوما متوجها إلى أرض هوازن (١).
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ١٣٧ ، والمغازي : ج ٣ ص ٨٨٩.