أراض ، ولكن بعض شروطهم كانت غير صحيحة ، ووقحة الى درجة أن النبي صلىاللهعليهوآله غضب بسببها ، ولا بأس بأن نتعرض لذكر بعض هذه الشروط :
قال وفد ثقيف : ان قبيلة ثقيف مستعدة لان تعتنق الاسلام شريطة أن يترك بيت أصنامهم على حاله ، وأن يعبدوا « اللات » وهو صنم القبيلة الاكبر مدة ثلاث سنين فأبى رسول الله صلىاللهعليهوآله .
فلما رأوا غضب النبي واباءه أخذوا يتنازلون عن المدة التي ذكروها سنة سنة وهو يأبى عليهم حتى سألوا شهرا واحدا ، فابى عليهم أن يدعها ولا يوما.
ولقد كان مثل هذا الطلب من النبي صلىاللهعليهوآله الذي كان نشر التوحيد ، وهدم بيوت الاصنام ، وتحطيم الاوثان يشكل هدفه الاساسي كان طلبا مخجلا جدا ، ولقد كان مثل هذا الطلب يكشف عن أنهم كانوا يريدون إسلاما لا يضر بمصالحهم الماديّة وميولهم الباطنية ، أما إذا كان غير هذا فلن يقبلوه ولن يرضوا به.
ولهذا عند ما عرف وفد ثقيف بقبح مطلبهم هذا بادروا إلى التعلل والاعتذار بأنهم إنما أرادوا بذلك إرضاء نسائهم وذراريهم وسفهاء قبيلتهم ، حيث إنهم يكرهون أن يروّعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الاسلام ، فاذا أبى رسول الله صلىاللهعليهوآله عليهم ذلك فليبعث معهم شخصا من غير قبيلتهم ليهدمها ، فوافق النبي صلىاللهعليهوآله على هذا الشرط ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يريد محو وازالة جميع المعبودات الباطلة عن الحياة البشرية سواء أتمّ هذا على أيدي الطائفيين أم على أيدي غيرهم.
والشرط الآخر هو أن يعفيهم رسول الله صلىاللهعليهوآله من الصلاة.
فلقد كانوا يتصوّرون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله يمكنه التصرّف في الأحكام الإلهية كما يفعل قادة أهل الكتاب ، حسب زعمهم ، حيث كانوا يكلّفون جماعة بهذه الاحكام ، بينما يعفون جماعة اخرى منها ، وذلك غفلة منهم عن