الكعبة ان يعطي الثوب الذي يدخل به الى مكة المكرمة للفقير ويطوف بثوب آخر ، واذا لم يكن له ثوب آخر ، فان عليه أن يستعير ثوبا ويطوف به حتى لا يضطرّ إلى الطواف عريانا ، وإن لم يمكنه ان يستعير ثوبا طاف بالبيت المعظم عاريا ، بادي السوأة.
وقد دخلت امرأة ذات جمال كبير ، ذات يوم المسجد الحرام ، وحيث أنّها لم تك تملك ثوبا آخر ، لذلك اضطرّت تبعا لذلك التقليد الجاهليّ الخرافي أن تطوف عارية بالبيت المعظّم ، ومن الواضح أنّ مثل الطواف الفاضح أي الطواف بالجسد العاري في أقدس بقعة من بقاع العالم على مرأى من جموع الطائفين بالبيت ينطوى على نتائج سيّئة بالغة السوء.
٢ ـ لقد نزلت الآيات الاولى من سورة التوبة بعد أن انقضت عشرون سنة على بعثة النبي الكريم صلىاللهعليهوآله ، وفي هذه المدة كان منطق الاسلام القوي حول المنع من الوثنية والشرك قد بلغ الى مسامع المشركين في شبه الجزيرة العربية فاذا كانت جماعة قليلة منهم لا يزالون يصرّون على الشرك والوثنية لم يكن ذلك إلاّ عن عصبية وعناد.
من هنا كان الوقت قد جان لأن يستخدم رسول الله صلىاللهعليهوآله آخر علاج لإصلاح ذلك المجتمع المنحرف ، وأن يستعين بمنطق القوّة لضرب كل مظاهر الوثنيّة ، وأن يعتبرها نوعا من العدوان على الحقوق الالهية والإنسانية ، وبهذه الطريقة يقضي على منبع ومنشأ مئات العادات السيئة في المجتمع.
ولكن المستشرقين الذين اعتبروا هذا العمل مخالفا لمبدإ حرية الاعتقاد الذي هو أساس الدين الاسلامي وقاعدة المدنية الراهنة ، قد غفلوا عن هذه النقطة لأن مبدأ حرية العقيدة محترم ما دام لا يضرّ بسلامة الفرد والمجتمع ، إذ في غير هذه الصورة يجب مخالفتها حتما بحكم العقل وسيرة جميع المفكّرين.
فإذا كان في أورپا اليوم مثلا جماعة من الشباب المنحرفين ينادون بحرية العري انطلاقا من افكار منحرفة فاسدة وقاموا ـ على أساس أن إخفاء بعض