حوادث السنة التاسعة من الهجرة
|
٥٦ إعلان البراءة من المشركين في منى |
في أواخر السنة التاسعة من الهجرة نزل أمين الوحي جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله بعدة آيات من سورة التوبة ( سورة البراءة ) ، وكلّف رسول الله صلىاللهعليهوآله بأن يبعث بها رجلا إلى مكّة ليتلوها مع عهد ذي أربعة بنود في موسم الحج.
ولقد رفع الأمان في هذه الآيات عن المشركين ، والغيت جميع العهود ( إلاّ العهود والمواثيق التي التزم بها أصحابها ولم ينقضوها ) ، وابلغ إلى رءوس الشرك وأتباعهم أن عليهم أن يوضحوا مواقفهم من الحكومة الاسلامية التي تقوم على اساس التوحيد ـ وذلك خلال أربعة أشهر ، وإذا لم يتركوا الشرك والوثنية خلال هذه الأشهر الاربعة نزعت منهم الحصانة ، ورفع عنهم الأمان.
عند ما ينتهي المستشرقون إلى هذه القصة وهذا الفصل من التاريخ الاسلامي يصوبون رماح حملاتهم إلى الاسلام ويعتبرون هذا الموقف الحاسم والحكيم مخالفا لمبدإ الحريّة الاعتقادية ، ولكنهم اذا طالعوا صفحات التاريخ الاسلامي من دون أيّ تعصب وانحياز ، ودرسوا الدوافع الحقيقية وراء هذا الاجراء ، والتي ذكرت في هذه السورة ، وفي النصوص التاريخية لسلموا من كثير من هذه الاخطاء ، ولصدّقوا واعترفوا بأن هذا العمل لا ينافي حرية العقيدة التي يحترمها عقلاء العالم ، أبدا وإليك فيما يأتي الدوافع وراء صدور هذا العهد ( البراءة ).
١ ـ كان التقليد السائد عند العرب في العهد الجاهلي هو أن على زائر