وقاضيها ـ بكتابة احاديث النبيّ صلىاللهعليهوآله خوفا من اندراس العلم وزواله (١).
أئمة السيرة :
ومن حسن الحظ أن الخليفة الثاني لم يمنع إلاّ من تدوين وكتابة الأحاديث النبويّة ، فلم يشمل هذا المنع كتابة الحوادث والوقائع التي وقعت في عصر الرسالة.
ولهذا الّفت في تلك الفترة كتب كثيرة عن حياة رسول الاسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأوّل من كتب حول وقائع عصر الرسالة ، وأرخ حوادث الصدر الأوّل من الاسلام هو : « عروة بن الزبير بن العوّام » الصحابي المعروف الذي توفي عام ٩٢ أو ٩٦ من الهجرة (٢)
ثم عمد بعد جماعة في المدينة وآخرون في البصرة الى جمع وتدوين تفاصيل السيرة ، وحروب رسول الله صلىاللهعليهوآله وغزواته ، وبيان هذا الأمر على نحو التفصيل خارج عن نطاق هذه الدراسة.
ولقد كانت هذه الكتب والمؤلفات هي المنبع والاساس للكتب التي دوّنت فيما بعد في صورة كتب السيرة النبويّة ، أو تاريخ الاسلام.
وقد بدأ تدوين سيرة النبيّ الاكرم صلىاللهعليهوآله بشكل جميل وبصورة بديعة منذ أوائل المنتصف الثاني من القرن الثاني الاسلامي ، وكان من بين من قام بجهد مشرف ومشكور في هذا المجال العالم الشيعي الكبير محمد بن اسحاق المتوفى عام ١٥١ فهو أول من استخرج تفاصيل الوقائع الاسلامية من كتب الماضين ، ومن
__________________
(١) ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري : ج ١ ص ١٩٥ و ١٩٦.
(٢) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام : ص ٢٣٣.
اختلفت الاقوال في من هو أول من صنف في علم المغازي والسير في الاسلام.
فقال السيوطي في كتاب الاوليات بأنه عروة بن الزبير.
وقال الافندي في كشف الظنون أنه محمد بن اسحاق.
والحق انه لا الاول ولا الثاني بل عبيد الله بن أبي رافع فانه تقدمهما في التصنيف في السير والمغازي.