« علي » عليهالسلام بيمنى يديه وعلى الفضل باليد الاخرى فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال :
« أما أيها الناس فان قد حان مني خفوق بين اظهركم فمن كانت له عندى عدة فليأتني أعطه اياها ، ومن كان له عليّ دين فليخبرني به ».
فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ان لي عندك عدة ، اني تزوجت فوعدتني ان تعطيني ثلاثة أواقي.
فقال صلىاللهعليهوآله انحلها يا فضل ثم نزل وعاد إلى بيته.
فلما كان يوم الجمعة ـ ثلاثة ايام قبل وفاته ـ صعد المنبر فخطب وقال فيما قال :
« أيّ رجل كانت له قبل محمّد مظلمة إلاّ قام فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رءوس الملائكة والاشهاد ».
فقام إليه رجل يقال له سوادة بن قيس فقال : انك لما اقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء وبيدك القضيب الممشوق فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فاصاب بطني.
فقال صلىاللهعليهوآله لبلال : قم الى منزل فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق.
ان طلب النبي صلىاللهعليهوآله هذا بان يقتص منه من له ذلك لم يكن مجرد مجاملة اخلاقية بل كان صلىاللهعليهوآله يريدان ينبه الناس إلى أهمية مثل هذه الحقوق جدا (١) ولما أتى بالقضيب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله قال صلىاللهعليهوآله : اين الشيخ؟ قال سوادة : ها انا ذا يا رسول الله بابي أنت وأمي فقال صلىاللهعليهوآله :
__________________
(١) هذا مضافا إلى ان ضرب بطن سوادة بالقضيب من قبل النبي لم يكن عمدا ولهذا لم يكن له الحق إلاّ في اخذ الدية دون القصاص ، مع ذلك أراد النبي أن يلبي طلبه لما قال اريد ان اقتص.