إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ) (١) قال : الاعصار : الرّياح ، فمن امتن على من تصدّق عليه ، كان كمن كان له جنّة كثيرة الثمار ، وهو شيخ ضعيف له أولاد (٢) ضعفاء ، فتجيء ريح أو نار فتحرق ماله كلّه » .
[ ٨١٢٣ ] ٧ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : « دخل رجل على محمد بن علي بن موسى الرضا ( عليهم السلام ) ، وهو مسرور فقال : مالي أراك مسروراً ؟ قال : يا ابن رسول الله ، سمعت أباك يقول : أحق يوم بأن يسرّ العبد فيه ، يوم يرزقه الله صدقات ومبرّات وسد خلّات من إخوان له مؤمنين ، وأنّه قصدني اليوم عشرة من إخواني المؤمنين الفقراء لهم عيالات ، فقصدوني من بلد كذا وكذا ، فأعطيت كل واحد منهم ، فلهذا سروري ، فقال محمد بن علي : لعمري أنّك حقيق بأن تسر ، إن لم تكن أحبطته ، أو لم تحبطه فيما بعد ، قال الرجل : وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلّص ؟ قال : هاه قد أبطلت برك بإخوانك وصدقاتك ، قال : وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال له محمد بن علي : إقرأ قول الله عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ ) (١) قال الرّجل : يا ابن رسول الله ، ما مننت على القوم الذين تصدقت عليهم ولا آذيتهم ، قال له محمد بن علي ( عليه السلام ) : إنّ الله عزّ وجل قال : ( لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ ) (٢) ولم يقل : لا تبطلوا بالمن على من تتصدّقون عليه ، وبالأذى لمن تتصدّقون عليه ، وهو كلّ أذى » الخبر .
__________________________
(١) البقرة ٢ : ٢٦٦ .
(٢) في المصدر : صغار ضعفاء .
٧ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٢٧ .
(١ ، ٢) البقرة ٢ : ٢٦٤ .