.................................................................................................
______________________________________________________
سماعة قال «قلت لأبي عبد الله عليه السلام إذا كثر الناس بجمع وضاقت عليهم كيف يصنعون؟ قال : يرتفعون إلى المأزمين» (١).
لكن الأصحاب جوّزوا الارتفاع إلى الجبل حتى المحقق في الشرائع (٢) ولذا اعترض عليهم صاحب الحدائق بأن النص تضمّن جواز الوقوف في المأزمين عند الضيق ولم يذكر فيه الجبل ، وإنما الجبل حد آخر للمشعر ولم يرد في النص جواز الوقوف عليه (٣) وكذلك صاحب الوسائل جوّز الوقوف على الجبل ، وذكر الجبل في عنوان الباب التاسع من الوقوف بالمشعر ، واستدل بموثق محمد بن سماعة. وهذا سهو منه ، فان الجبل المذكور في هذا الموثق إنما هو جبل عرفات ، فان الشيخ روى بإسناده عن محمد بن سماعة الصيرفي عن سماعة بن مهران قال : «قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إذا كثر الناس بمنى وضاقت عليهم كيف يصنعون؟ فقال : يرتفعون إلى وادي محسر ، قلت : فاذا كثروا بجمع وضاقت عليهم كيف يصنعون؟ فقال : يرتفعون إلى المأزمين ، قلت : فاذا كانوا بالموقف وكثروا وضاق عليهم كيف يصنعون؟ فقال : يرتفعون إلى الجبل ، وقف في ميسرة الجبل ، فان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقف بعرفات ، فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها ، فنحّاها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ففعلوا مثل ذلك ، فقال : أيها الناس إنه ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف ، ولكن هذا كلّه موقف ، وأشار بيده إلى الموقف وقال : هذا كلّه موقف» الحديث (٤).
وصاحب الوسائل روى هذه الرواية في أبواب الوقوف بعرفة عن محمد بن سماعة من دون أن يصفه بالصيرفي ، مع أن الموجود في التهذيب محمد بن سماعة الصيرفي عن سماعة بن مهران ، وفي الوسائل عن محمد بن سماعة عن سماعة.
__________________
(١) الوسائل ١٤ : ١٩ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ٩ ح ١.
(٢) الشرائع ١ : ٢٩٠.
(٣) الحدائق ١٦ : ٤٣٣.
(٤) الوسائل ١٣ : ٥٣٥ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ١١ ح ٤. التهذيب ٥ : ١٨٠ / ٦٠٤.