.................................................................................................
______________________________________________________
وفيه : أن الظاهر كون المراد من هذه الجملة معنى كنائياً عن طلوع الشمس ، ويقال أشرق ثبير أي طلعت الشمس كما صرح بذلك في اللغة (١) وقد فسرت هذه الجملة بطلوع الشمس في رواية معتبرة أيضاً وهي ما رواه الشيخ عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : «ثم أفض حين يشرق لك ثبير وترى الإبل مواضع أخفافها ، قال أبو عبد الله (عليه السلام) كان أهل الجاهلية يقولون أشرق ثبير يعنون الشمس كيما نغير ، وإنما أفاض رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) خلاف أهل الجاهلية ، كانوا يفيضون بإيجاف الخيل وإيضاع الإبل ، فأفاض رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) خلاف ذلك بالسكينة والوقار والدعة» الحديث (٢) والرواية واضحة الدلالة على أن المراد بهذه الجملة هو طلوع الشمس ، فكأنه قال : ثم أفض حيث تطلع الشمس وترى الإبل مواضع أخفافها.
ولا يخفى أن الوسائل لم يذكر جملة «يعنون الشمس» ولكنها موجودة في التهذيب.
ثم إن الموجود في الوسائل المطبوع بالطبعة الجديدة شرف ، وأشرف ثبير بالفاء وهو غلط جزماً ، وكذا في الطبعة القديمة.
وأمّا من حيث السند فالظاهر أن الرواية معتبرة ، والمراد بإبراهيم الأسدي الواقع في السند الذي روى عنه موسى بن القاسم هو إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي الذي وثقه النجاشي (٣) لأنه معروف وله كتاب وينصرف إبراهيم الأسدي إليه. مضافاً إلى أن الصدوق رواه في العلل بسند صحيح ليس فيه إبراهيم الأسدي (٤).
وما جاء في صحيح هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : «لا تتجاوز وادي محسّر حتى تطلع الشمس» (٥). فالمراد بهذا النص عدم الدخول في
__________________
(١) أشرق ثبير كيما نَغير ، أو أشرق ونغير أي نسرع إلى النحر وندفع النفر وسميت أيام التشريق بذلك ، لأن الهدي والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس أي تطلع. مجمع البحرين ٥ : ١٩١.
(٢) الوسائل ١٤ : ٢٦ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ١٥ ح ٥ ، التهذيب ٥ : ١٩٢ / ٦٣٧.
(٣) رجال النجاشي : ١٥ / ١٣.
(٤) العلل : ٤٤٤ ب ١٩٢ ح ١.
(٥) الوسائل ١٤ : ٢٥ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ١٥ ح ٢.