.................................................................................................
______________________________________________________
بيحيى الأزرق هو يحيى بن عبد الرحمن الأزرق. وأمّا ذكر الصدوق وتصريحه في المشيخة بأن ما رواه عن يحيى الأزرق في الكتاب فهو يحيى بن حسان الأزرق فهو من الاشتباه في التطبيق ، حيث زعم أن يحيى الأزرق المذكور في السند هو يحيى بن حسان الأزرق ، فإن يحيى بن حسان لا رواية له في الكتب الأربعة أصلاً.
فتحصل : أنه لو لم يصم اليوم السابع لعدم كونه محرماً بالتمتع فيه أو كان عاجزاً عن الصوم أو غافلاً عنه ، فيجب عليه صوم الثامن والتاسع ويوماً آخر بعد أيام التشريق فيكون ذلك تخصيصاً في اعتبار التوالي.
تأخير صوم اليوم السابع اختياراً
وهل يجوز تأخير صوم اليوم السابع اختياراً؟ فيه خلاف. إن قلنا بأن المدرك لهذا الحكم هو الإجماع ، فهو مختص بصورة عدم التمكن ولا يشمل حال الاختيار.
وإن قلنا بأن مستند الحكم إنما هو خبر الأزرق المتقدم ، فالظاهر أنه لا يشمل حال الاختيار ، لأن السؤال عمن قدم ودخل مكة يوم التروية متمتعاً ، والظاهر منه أنه لم يصم قبل قدومه.
ولكن صاحب الجواهر ذكر أن الرواية تشمل حال الاختيار أيضاً ، فإن القدوم يوم التروية لا ينافي صوم يوم قبله قبل القدوم ، فالرواية مطلقة من حيث التمكّن وعدمه (١).
والجواب عنه : أنه لا إطلاق للرواية من هذه الجهة ، لأن الظاهر من قوله : «قدم يوم التروية متمتعاً وليس له هدي فصام يوم التروية» أنه كان يعلم بوجوب الصوم عليه ثلاثة أيام قبل العيد ولكن لم يتمكن من صيام اليوم السابع ، فدخل يوم التروية فصام يوم التروية ويوم عرفة ، فالرواية منصرفة عن المتمكن وتختص بصورة الضرورة.
__________________
(١) الجواهر ١٩ : ١٦٩.