.................................................................................................
______________________________________________________
أمّا بالنسبة إلى الطهارة الخبثية فقد اعتمدنا على معتبرة يونس بن يعقوب المتقدمة (١) ، وفي المقام رواية توافق مضمون معتبرة يونس من حيث البناء على الطّواف من حيث ما قطع ، غاية الأمر رواية يونس في نجاسة الثوب وهذه الرواية في نجاسة البدن ولا نحتمل الفرق بين الأمرين.
ثمّ إن هذه الرواية رواها صاحب الوسائل عن حبيب [بن] مظاهر وزعم أنّ المسئول عنه فيها هو أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) بقرينة حبيب [بن] مظاهر فتكون الرواية على ذلك ضعيفة للفصل الكثير بين حماد وحبيب بن مظاهر ، ولا يمكن رواية حماد عن حبيب ، لأنّ حماد من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) فالرواية مرسلة ، وإن كان المراد بأبي عبد الله هو الصادق (عليه السلام) كما هو الشائع في الروايات ، وتفسير أبي عبد الله بالحسين من صاحب الوسائل ومن استظهاره من حبيب [بن] مظاهر زعماً منه أنّه حبيب بن مظاهر الشهيد في الطف ، وإلّا ففي الفقيه كلمة الحسين غير موجودة وإنّما اقتصر على ذكر أبي عبد الله (عليه السلام) فالرواية أيضاً ضعيفة ، لأن حبيب [بن] مظاهر غير حبيب بن مظاهر الشهيد المعروف ، فهو رجل مجهول وليس له رواية واحدة في الكتب الأربعة غير هذه ، فالرواية على كل تقدير ضعيفة ، إمّا بالإرسال أو بجهالة الراوي.
وأمّا الرواية ، فهي ما رواه الصدوق بإسناده عن حماد بن عثمان ، عن حبيب بن مظاهر قال : «ابتدأت في طواف الفريضة فطفت شوطاً واحداً ، فإذا إنسان قد أصاب أنفي فأدماه ، فخرجت فغسلته ، ثمّ جئت فابتدأت الطّواف ، فذكرت ذلك لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فقال : بئس ما صنعت ، كان ينبغي لك أن تبنى على ما طفت ثمّ قال : أما أنّه ليس عليك شيء» (٢) وفي الفقيه كلمة الحسين غير موجودة.
__________________
(١) في ص ٣٠.
(٢) الوسائل ١٣ : ٣٧٩ / أبواب الطّواف ب ٤١ ح ٢ ، الفقيه ٢ : ٢٤٧ / ١١٨٨.