.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
ومنها : أنّ الزمان على قسمين :
أحدهما : ما ينطبق على الحركة القطعية ، والآخر ما ينطبق على الحركة التوسطية ، والمتصرم الّذي لا يتصور فيه النزاع هو الأوّل دون الثاني ، لأنّه عبارة عن مجموع الآنات المتخللة بين المبدأ والمنتهى كطلوع الشمس وغروبها أو غروبها وطلوعها التي يعبر عنها في الأوّل بالنهار وفي الثاني بالليل ، وبهذا الاعتبار الموجب للوحدة يصح الاستصحاب في الزمان وغيره من التدريجيات على ما يأتي في بحث الاستصحاب إن شاء الله تعالى ، وعليه فإذا اتصف جزءٌ من أجزاء النهار أو الليل بعرض كقتل أو شتم أو غيرهما صح أن يقال بلحاظ ذلك الجزء : اليوم يوم القتل أو الشتم ، مع أنّ الآن المتصف بذلك العرض قد تصرم وانعدم.
وبالجملة : ففي الحركة التوسطية يكون مجموع الزمان المتخلل بين المبدأ والمنتهى فرداً واحداً من أفراد الزمان كفردية زيد مثلا لطبيعي الإنسان ، فكما يصح جري المشتق عليه بلحاظ تلبسه بعرض متأصل أو اعتباري بعد انقضاء العرض عنه كأن يقال : زيد شارب بعد انقضاء الشرب عنه ، فكذلك الزمان بالتقريب المتقدم آنفاً ، فليس اسم الزمان خارجاً عن نزاع المشتق ، هذا. وفيه : أنّ هذا الجواب أخص من المدعى ـ وهو مطلق اسم الزمان مشتقاً كان أم جامداً ـ ، وذلك لاختصاصه بالجوامد كالنهار والليل والأسبوع والشهر ونحوها من الأزمنة المحدودة بحدّين ، لأنّ الحركة التوسطية ملحوظة فيها ، لكونها بين المبدأ والمنتهى كما بين الهلالين في الشهر ، وما بين الطلوع والغروب وبالعكس في النهار والليل ، فإنّ اتصاف جزءٍ من الأزمنة المتخللة بين الحدين بعرض يكون كاتصاف زيد بمبدإ عرضي