الحمل على ما تلبس بالمبدإ ، ولا يعصي عن الجري عليه (١) ، لما هما عليه (٢) من نحو من الاتحاد ، بخلاف المبدأ ، فإنّه بمعناه (٣) يأبى عن ذلك (٤) ، بل إذا قيس ونُسب إليه (٥) كان غيره (٦) لا هو هو (٧) ، وملاك الحمل والجري إنّما هو نحو من الاتحاد والهوهوية ، وإلى هذا (٨) يرجع ما ذكره أهل المعقول في الفرق بينهما
______________________________________________________
(١) أي : على ما تلبس بالمبدإ.
(٢) أي : للاتحاد الّذي يكون عليه المبدأ وما تلبس به ، فضمير ـ هما ـ راجع إلى المبدأ وما تلبس به ، وضمير ـ عليه ـ راجع إلى ـ ما ـ الموصولة المراد بها الاتحاد ، فقوله : «لما» تعليل لعدم إباء المشتق عن الحمل على المتلبس بالمبدإ ، لوجود شرط صحة الحمل وهو الاتحاد.
(٣) الضميران راجعان إلى ـ المبدأ ـ.
(٤) أي : عن الحمل ، حاصله : أنّ المبدأ بمعناه المتقدم آنفاً آبٍ عن الحمل.
(٥) يعني : بل إذا قيس المبدأ ونُسب إلى ما تلبس به كان مغايراً له بحيث لا يصح حمله عليه ، لتوقف صحة الحمل على الاتحاد والهوهوية ، فلا يصح ذلك مع المغايرة.
(٦) أي : غير المتلبس ، ولا يكون المبدأ متحداً معه.
(٧) يعني : والحال أنّ ملاك الحمل هو الاتحاد المفقود في المبدأ والموجود في المشتق.
(٨) أي : وإلى الفرق المذكور (*) بين المبدأ والمشتق يرجع ما ذكره أهل
__________________
(*) لا يخفى أنّ هذا الفرق واقعي لا اعتباري ، ضرورة أنّ مفهوم العلم مثلاً نفس الإدراك الّذي هو من مقولة الكيف أو غيره ، ومفهوم العالم ـ بناءً على بساطة المشتق ـ يكون منتزعاً عن الذات المتجلية بالعلم وجارياً عليها ، ومن المعلوم كمال المغايرة بينهما ، إذ مفهوم المبدأ ـ كالعلم في المثال ـ ليس منتزعاً عن الذات المتصفة