ذكرنا (١) كما يظهر (٢) منهم من بيان الفرق بين الجنس والفصل وبين المادة والصورة ، فراجع.
______________________________________________________
(١) يعني : في أوّل هذا الأمر ، حيث قال : «إنّه بمفهومه يأبى عن الحمل على ما تلبس بالمبدإ» فلاحظ.
(٢) يعني : كما يظهر معنى اللابشرطية وبشرط اللائية على النحو الّذي ذكرناه من أهل المعقول ، غرضه : أنّ حمل كلام أهل المعقول على اللابشرطية وبشرط اللائية المنتزعتين عن الذات ليس حملاً له على خلاف ظاهره ، لأنّه يظهر منهم هذا المعنى من اللابشرطية وبشرط اللائية مما ذكروه في بيان الفرق بين الجنس والفصل وبين المادة والصورة.
تقريب الظهور : أنّ صحة الحمل في الجنس والفصل وعدمها في المادة والصورة إنّما هما لجهة ذاتية لا لأمر خارج عن الذات ، فلا محالة تكون اللابشرطية في الجنس والفصل وبشرط اللائية في المادة والصورة منتزعتين عن مقام الذات ، وغير ملحوظتين بالإضافة إلى أمر خارجي ، ويشهد بالتغاير الذاتي بين الجنس والفصل وبين المادة والصورة : أنّ الأولين من الأجزاء الذهنية والأخيرين من الأجزاء الخارجية ، وقيل : إنّ ممّن صرّح بكون الفرق بينهما ذاتياً لا اعتبارياً الشيخ في كتاب الشفاء وإن خالفه بعض.
__________________
مع الجنس الطبيعي ذاتاً ومختلفة معه باعتباري الشرط لا ولا بشرط ، وكذا الصورة مع الفصل الطبيعي» انتهى ، وهذا كما ترى صريح في اتحاد الجنس والمادة والصورة والفصل ذاتاً ، وكون تغايرها اعتبارياً ، فلا يكون اللابشرطية وبشرط اللائية حينئذٍ منتزعتين عن مقام الذات ، لفرض اتحادها ذاتاً ، بل تكونان باللحاظ والاعتبار.