فتكون كما قلناه من كونها صرف اللقلقة وكونها (١) بلا معنى كما لا يخفى (*) (والعجب) أنّه (٢) جعل ذلك (٣) علّة لعدم صدقها (٤) في حق غيره ، وهو كما ترى (٥). وبالتأمل فيما
______________________________________________________
(١) أي : الصفات بلا معنى ، وضمير ـ كونها ـ المتقدم يرجع إلى ـ الصفات ـ أيضا.
(٢) يعني صاحب الفصول.
(٣) أي : النقل ، حيث قال في الفصول بعد عبارته المتقدمة فيما يتعلق بالأمر الرابع ما لفظه : «ولهذا لا تصدق في حق غيره» ـ انتهى ـ وغرضه : أنّ المشتق بذلك المعنى الّذي يصدق عليه سبحانه وتعالى لا يصدق على غيره ، بل صدقه على غيره جلّ وعلا يكون بنحو الاثنينية ، لا الاتحاد والعينية.
(٤) أي : الصفات ، فإنّها لا تصدق في حق غير الباري تعالى بذلك المعنى.
(٥) هذا ردّ على الفصول المنكر لصدق الصفات ـ كالعالم والقادر ونحو ذلك ـ على المخلوق بالمعنى الّذي تطلق عليه جل شأنه.
__________________
(*) الإنصاف عدم ورود شيء من المحذورين اللّذين ذكرهما المصنف (قده) على صاحب الفصول (ره) أصلا ، لأنّه اعتبر في قيام المبدأ بالذات الجامع بين الحلولي والصدوري ، ولمّا كان هذا السنخ من القيام ممتنعا فيه سبحانه وتعالى التزم الفصول بالنقل أو التجوز بمعنى إرادة معنى من العلم والقدرة مثلا يكون عين ذاته عزوجل ولا يكون زائدا عليها ، كما يكون زائدا في الممكن.
فجواب الفصول حينئذ بلزوم الجهل أو كون الصفات لقلقة اللسان غير مناسب ، بل جوابه عدم انحصار قيام المبدأ بالذات بالصدوري والحلولي ، وأنّ التلبس به بنحو العينية أيضا نحو قيام ، فتدبّر.