التي ينصرف إليها إطلاقها (١) أيضا (٢) ، ضرورة (٣) أنّ المغايرة بينهما أظهر من الشمس وأبين من الأمس ، فإذا عرفت المراد من حديث العينية والاتحاد (٤) ففي مراجعة الوجدان عند طلب شيء والأمر به حقيقة كفاية ، فلا يحتاج إلى مزيد بيان وإقامة برهان ، فإنّ (٥) الإنسان لا يجد غير الإرادة القائمة بالنفس صفة أخرى قائمة بها يكون (٦) هو الطلب (٧) غيرها (٨) سوى ما هو مقدمة
______________________________________________________
(١) الضميران راجعان إلى الإرادة.
(٢) يعني : كانصراف لفظ الطلب إلى خصوص الإنشائيّ.
(٣) تعليل لعدم اتحاد الطلب الإنشائي مع الإرادة الحقيقية ، وقد عرفت وجه المغايرة وامتناع اتحادهما ، حيث إنّ الطلب الإنشائيّ هو الطلب الاعتباري المتحقق بقول أو فعل ، والإرادة الحقيقية هي الصفة القائمة بالنفس الناشئة عن أسباب خاصة ، فأين أحدهما من الآخر؟ وكيف يتحدان مع ما بينهما من المغايرة؟ (٤) وأنّ المراد بالعينية هو اتحادهما مع وحدة الرتبة ، لا مع اختلافها.
(٥) بيان للوجدان الّذي جعله برهانا على العينية والاتحاد.
وحاصله : أنّ الإنسان إذا راجع وجدانه عند طلب شيء لا يجد غير الإرادة القائمة بالنفس صفة أخرى قائمة بها تسمى بالطلب سوى مقدمات الإرادة ، فلا بد من الالتزام باتحاد الطلب والإرادة ، ومجرد انصراف الطلب حين إطلاقه إلى الإنشائيّ وانصراف الإرادة عند إطلاقها إلى الحقيقية لا يوجب تغايرهما مفهوما وإنشاء وخارجا وإن دعا ذلك بعض الإمامية والأشاعرة إلى القول بتغايرهما.
(٦) الأولى تأنيث ـ يكون ـ وكذا الضمير المنفصل بعده.
(٧) كما يقول به الأشاعرة.
(٨) الظاهر أنّه من سهو الناسخ ، للاستغناء عنه بقوله : «غير الإرادة».