مدلولا للكلام اللفظي كما يقول به الأشاعرة أن (١) هذه الصفات المشهورة مدلولات للكلام (*).
______________________________________________________
والعلم بها تسمى بالكلام النفسيّ ، كما أنّه ليس في الإنشاء صفة زائدة على الصفات النفسانيّة من الإرادة والتمني والترجي والنداء والاستفهام وغيرها تسمى بالكلام النفسيّ (أنّ الجمل) الإنشائية تدل على هذه الصفات ، والجمل الخبرية تدل على العلم بثبوت النسبة أو لا ثبوتها.
وبالجملة : فملخص التوهم الناشئ عن ردِّ الأشاعرة هو : كون هذه الصفات مدلولات للإنشاء والاخبار ، فالمراد بالكلام النفسيّ هو هذه الصفات ، لا ما عن الأشاعرة القائلين بأنّه صفة أخرى قائمة بالنفس.
وحاصل الدفع : أنّ غرض الأصحاب ليس كون الصفات المشهورة مدلولات للكلام كما سيظهر.
(١) خبر ـ ليس ـ في قوله : «ليس غرض الأصحاب».
__________________
(*) الوجه في عدم تعلق غرض الأصحاب والمعتزلة بكون الصفات المشهورة مدلولات للكلام الخبري والإنشائي هو : أنّهم في مقام ردِّ الأشاعرة القائلين بالكلام النفسيّ الّذي هو صفة زائدة على الصفات المشهورة تصحيحا لكلامه تعالى ، ولذا قالوا بقدمه وكونه قابلا لأن يكون مدلولا للكلام اللفظي ليصح إطلاق المتكلم عليه جل وعلا ، ومن المعلوم : أنّ الأصحاب والمعتزلة في غنى عن إثبات كون الصفات الأخر مدلولات للكلام اللفظي ، لأنّ ردّهم للأشاعرة لا يتوقف على ذلك ، بل يتوقف على نفي صفة زائدة على الصفات النفسيّة من العلم والإرادة والكراهة في القضايا الخبرية والإنشائية التي ينحصر فيهما الكلام وينقسم إليهما ، فإثبات كون مدلول الكلام ما ذا لا دخل له في الردِّ المزبور ، إذ مقصودهم