الإنشائية فهي على ما حققناه في بعض فوائدنا (١) موجدة لمعانيها في نفس الأمر أي (٢) قصد ثبوت معانيها وتحققها (٣) بها ، وهذا (٤) نحو من الوجود ، وربما يكون هذا (٥) منشئاً لانتزاع اعتبار (٦) مترتب عليه شرعاً أو عرفاً آثار كما هو
______________________________________________________
إدراك المتكلم لذلك كتصور طرفي القضية فلا تدل عليهما الجملة أصلا ، نعم تدل عليهما بالدلالة العقلية ، لتوقف الاخبار عليهما كتوقفه على وجود مخبر.
(١) وهي الفوائد المطبوعة مع حاشيته على الفرائد كما تقدم أيضا.
(٢) تفسير لقوله : «موجدة» ، و ـ قصد ـ فعل ماضٍ مبني للمفعول.
وحاصله : إيجاد معانيها وجوداً بسيطاً على نهج الهليات البسيطة ، لا إيجاد شيءٍ لشيءٍ كما هو قضية الهليات المركبة.
وتوضيح كلام المصنف (قده) : أنّ الجمل الإنشائية وُضعت لإيجاد مفاهيمها في وعاء الاعتبار في قبال وعائي الخارج والذهن ، فإنّ الوجود الإنشائيّ من أنحاء وجود المفاهيم ، وقد يكون هذا السنخ من الوجود منشئاً لآثار وموضوعاً لأحكام كما في العقود والإيقاعات ، كإنشاء التمليك في البيع والصلح والهبة وغيرها ، وإنشاء الزوجية والحرية والطلاق ونحو ذلك مما يترتب عليه الأحكام التكليفية والوضعيّة كما لا يخفى.
(٣) معطوف على ـ ثبوت ـ أي : قصد تحقق معاني الصيغ الإنشائية بتلك الصيغ.
(٤) أي : الإيجاد الإنشائيّ نحو من أنحاء الوجود.
(٥) أي : الوجود الاعتباري الإنشائيّ.
(٦) كالزوجية والملكية والحرية ونحوها من الأُمور الاعتبارية التي رتب عليها أحكام شرعاً كوجوب النفقة ، وجواز الوطء ، والتوارث ، وحرمة التزويج