صيغها (١) عنها (٢) ، واستعمالها في غيرها (٣) إذا وقعت في كلامه تعالى ، لاستحالة (٤) مثل هذه المعاني في حقّه تبارك وتعالى ممّا لازمه العجز أو الجهل (٥) وأنّه (٦) لا وجه له (٧) ، فإنّ (٨) المستحيل إنّما هو الحقيقي
______________________________________________________
تعالى عن معانيها من التمني وغيره ممّا لازمه العجز كما في التمني والترجي أو الجهل كما في الاستفهام ، وذلك لأنّ المستحيل في حقه تعالى هو الترجي والاستفهام الحقيقيان ، لا إنشاؤهما بدواع أُخر غير داعي ثبوتهما ، وما ذكروه من الانسلاخ مبنيّ على استعمال الصيغ في نفس الصفات المزبورة من التمني وأخواته. وأمّا بناء على استعمالها في الإنشاء كما ذكرنا فلا وجه للانسلاخ أصلا.
(١) أي : صيغ التمني أو الترجي أو الاستفهام.
(٢) أي : عن التمني والترجي والاستفهام وغيرها من الصفات.
(٣) يعني : واستعمال الصيغ في غير الصفات الحقيقية من التمني وأخواته.
(٤) تعليل للالتزام بالانسلاخ ، واستحالة التمني الحقيقي مثلا عليه تعالى بديهية.
(٥) الأوّل في التمني والترجي ، والثاني في الاستفهام.
(٦) الضمير للشأن ، وهذا تأكيد لقوله : «لا وجه للالتزام».
(٧) أي : للالتزام بالانسلاخ.
(٨) هذا ردّ التعليل الّذي ذكره بقوله : «لاستحالة مثل هذه المعاني ... إلخ» وحاصله : فقدان علّة الانسلاخ وهي الاستحالة ، وذلك لأنّ المستحيل في حقه تعالى هو الاستفهام والتمني والترجي الحقيقية ، حيث إنّها مستلزمة للجهل والعجز المستحيلين في حقه تعالى شأنه دون إنشائها ، والمفروض انّ صيغها كما تقدم لا تستعمل في نفس تلك الصفات حتى تلزم الاستحالة المزبورة ، بل تستعمل في إنشائها ، وهو لا يستلزم محذورا ، لأنّ إنشاءها ليس إلّا إيجاد النسب الخاصة.