بلا منعة (١). قلت : ـ مضافا (٢) إلى القطع بأنّه ليس في العبادات إلّا أمر واحد كغيرها (٣) من الواجبات والمستحبات ، غاية الأمر (٤) يدور مدار الامتثال وجودا وعدما فيها (٥) المثوبات (٦) والعقوبات ، بخلاف ما عداها (٧)
______________________________________________________
(١) هي كما عن الزمخشري في المصباح مصدر ، والمناسب أن يكون مبنيا للفاعل أي بلا مانع ، وفي بعض النسخ ـ بلا تبعة ـ أي بلا محذور ، والمعنى على التقديرين واضح.
(٢) ما أفاده في الجواب وجهان : أحدهما راجع إلى منع الصغرى ، والآخر راجع إلى منع الكبرى.
أمّا الأوّل ـ وهو ما أشار إليه بقوله : «مضافا إلى القطع ... إلخ» ـ فحاصله : منع تعدد الأمر في العبادات مطلقا حتى الواجبات ، بل هي كالتوصليات في وحدة الأمر ، والفرق بينهما إنّما هو في دوران الثواب والعقاب في العبادات مدار امتثال أمرها وعدمه ، ودوران الثواب فقط في التوصليات مدار الامتثال ، وأمّا العقاب فلا يترتب على ترك الامتثال ، بل فيها على ترك الواجب ، لإمكان سقوطه بإتيانه بغير داع قربي ، فإنّ الواجب يسقط حينئذ مع عدم الامتثال ، ولا يترتب عليه عقاب أيضا ، لتحقق الواجب المانع عن استحقاق العقاب كالتطهير بالماء المغصوب ، فإنّ الثوب أو البدن يطهر ، ولا يترتب العقاب إلّا على الغصب.
(٣) أي : غير العبادات.
(٤) إشارة إلى الفرق المزبور بين العبادات والتوصليات (٥) أي : العبادات.
(٦) فاعل ـ يدور ـ.
(٧) أي : العبادات من التوصليات مطلقا واجباتها ومستحباتها