الحمل عليه بالحمل الأوّلي الذاتي الّذي كان ملاكه الاتحاد مفهوماً علامة كونه نفس
______________________________________________________
لكونه أوّلي الصدق والكذب ، أو أوّل مراتب الحمل ، وبالذاتي لكونه جارياً في الذاتيات ، بل في تمام الذاتي.
ثانيهما : الحمل الشائع الصناعي وهو كون الموضوع والمحمول فيه متغايرين مفهوماً ومتحدين وجوداً ، كقولنا : «زيد إنسان» فإنّ زيداً وكذا غيره من الأفراد التي يحمل عليها الطبيعة متحد معها ، فإنّ الطبيعي متحد مع فرده وجوداً ومغاير له مفهوماً ، لأنّ مفهوم الفرد غير مفهوم الكلي ، سواء كان المحمول من ذاتيات الموضوع كقولنا : «الإنسان ناطق أو حيوان» ، أم من عوارضه كقولنا : «الإنسان ضاحك» ، وسواء كان الموضوع نوعاً من المحمول كقولنا : «الإنسان حيوان» أم صنفاً له كقولنا : «العبد إنسان» أم فرداً له كـ «زيد إنسان» ، وسواء كان المحمول ثابتاً لنفس مفهوم الموضوع من دون سرايته إلى الأفراد كـ «الإنسان نوع والحيوان جنس» ونحوهما من القضايا الطبيعية ، أم ثابتاً لأفراده كقولنا : «زيد إنسان وكل إنسان حيوان» ونحو ذلك من القضايا الشخصية والمحصورة ، ويعبر عن جميع هذه الأنحاء بالحمل الشائع الصناعي العرضي ، وتسميته بالشائع الصناعي لشيوعه في العلوم والصناعات ، وبالعرضي لكون مناط هذا الحمل الاتحاد في الوجود فقط ، وقد قرر في محله : أنّ الوجود عارض على الماهيات ، وأنّه عرض يعرضها تصوراً. إذا عرفت قسمي الحمل فاعلم : أنّ المناط في صحة الحمل التي هي علامة الوضع إنّما هو في صحته بالحمل الأوّلي الذاتي ، لأنّه الّذي يعتبر فيه اتحاد الموضوع والمحمول مفهوماً والمجدي لكون أحدهما عين الآخر ، فالمحمول هو نفس الموضوع ، مثلا حمل البشر على الإنسان يكون أمارة على كون معنى البشر حقيقة هو الإنسان. وأمّا الحمل الشائع الصناعي فلا يكون