المعنى ، وبالحمل الشائع الصناعي الّذي ملاكه الاتحاد وجوداً بنحوٍ من أنحاء الاتحاد علامة كونه (١) من مصاديقه وأفراده (*) الحقيقية ، كما أنّ صحة سلبه (٢) كذلك (٣) علامة أنّه ليس منهما (٤) وإن لم نقل بأنّ إطلاقه
______________________________________________________
علامة لشيء من الحقيقة والمجاز ، سواء كان المحمول كلياً والموضوع فرداً له كقولنا : «زيد إنسان» ، أم كان كلاهما كلياً سواء كانا متساويين كقولنا : «الإنسان ناطق» ، أم أعم وأخص مطلقاً كقولنا : «الإنسان حيوان» ، أم من وجه كقولنا : «الإنسان أبيض» ، غاية الأمر : أنّ صحته في هذه الموارد أمارة على اتحاد الموضوع والمحمول في الخارج فقط. نعم فيما إذا كان المحمول كلّياً والموضوع فرداً له تكون صحة الحمل علامة لكون الموضوع من أفراد المحمول ومصاديقه ، كما في مثال : ـ زيد إنسان ـ. فتلخص : أنّ صحة الحمل أمارة على الحقيقة في خصوص الحمل الأوّلي ، وليست صحة الحمل في الحمل الشائع بأنحائه علامة الوضع.
(١) أي : كون المحمول عليه من مصاديق المحمول ك ـ زيد إنسان ـ.
(٢) أي : سلب اللفظ بما له من المعنى المرتكز في الذهن إجمالا عن المعنى المشكوك فيه الّذي استعمل فيه اللفظ ، كصحة سلب لفظ ـ الأسد ـ بماله من المعنى عن الرّجل الشجاع ، بأن يقال : «الرّجل الشجاع ليس بأسد». والحاصل : أنّ صحة السلب علامة المجاز ، كما أنّ عدم صحته علامة الحقيقة.
(٣) يعني : بأيّ نحو من أنحاء الحمل.
(٤) أي : ليس المسلوب من القسم الأول ـ وهو كونه نفس المعنى ـ ولا
__________________
(*) فيما إذا كان المحمول والمحمول عليه كلّياً وفرداً ، لا فيما إذا كانا كلّيين متساويين أو غيرهما كما لا يخفى.