.................................................................................................
______________________________________________________
وفيها الصحيح الّذي لا غبار عليه المعمول به. وقال : وترك ذلك في صحيح الحلبي ، لأنّه في مقام ذكر المستحبّات ، ونحوه خبر هشام إلى أن قال : مع أنّ شدّة استحباب قول «سمع الله لمن حمده» عند رفع الرأس تشهد على ذكر «وبحمده» في الركوع على سبيل التعاقب إلى أن قال : ومما يشهد على ذلك أنّ العلّامة في المنتهى (١) نقل عن العامّة روايتهم عن ابن مسعود «أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرّات : سبحان ربّي العظيم وبحمده» ومثله عن حذيفة (٢) ، ثمّ قال : ويستحبّ أن يقول في ركوعه «سبحان ربّي العظيم وبحمده» وفي سجوده «سبحان ربّي الأعلى وبحمده» ذهب إليه علماؤنا أجمع. قال الاستاذ : لعلّ مراده أنّ المستحبّ كون ذلك ثلاث مرّات.
قلت : يشهد لهذا التأويل قوله في «التذكرة» يستحبّ أن يقول ثلاث مرّات «سبحان ربّي العظيم وبحمده» إجماعاً (٣) ، لكنّ الإنصاف أنّ هذا التأويل في عبارة المنتهى بعيد ، لأنّه قال بعد ذلك : وتوقّف أحمد في زيادة «وبحمده» وأنكرها الشافعي وأبو حنيفة (٤). فهذا الإجماع كالإجماع الظاهر من «المعتبر (٥) وكنز العرفان (٦)» غير قابل للتأويل ، لكن يدفع هذا الإجماع ما قد سمعت من أنّ عظماء قدماء أصحابنا كالمفيد في «المقنعة» والسيّد في «الجُمل» والشيخ في «المصباح والاقتصاد وعمل يوم وليلة» على ما نقل عن الأخيرين والديلمي في «المراسم» والقاضي في «شرح جُمل السيّد» على ما نقل عنه ظاهرهم أو صريحهم ما سمعت من أنّ «ربّي العظيم وبحمده» متعيّن. وفي «كشف اللثام» انّ «سبحان ربّي العظيم وبحمده» هو المشهور روايةً وفتوى (٧). وقد سمعت ما في «التبصرة
__________________
(١ و ٢) منتهى المطلب : الصلاة في الركوع ج ١ ص ٢٨٢ س ١٨ وص ٢٨٣ س ٦.
(٣) تذكرة الفقهاء : في الركوع ج ٣ ص ١٧٠.
(٤) منتهى المطلب : في الركوع ج ١ ص ٢٨٣ س ٥.
(٥) المعتبر : في الركوع ج ٢ ص ١٩٦.
(٦) كنز العرفان : في ذكر الركوع ج ١ ص ١٢٨.
(٧) كشف اللثام : في الركوع ج ٤ ص ٧٨.