.................................................................................................
______________________________________________________
الفرائض ، لكن ظاهر إجماع «المنتهى (١)» وغيره (٢) وظاهر تحديداته العموم. قال في «المنتهى» : يستحبّ التعقيب بعد الصلوات بإجماع كلّ من يحفظ عنه العلم إلّا أن يحمل على الشائع ، وإطلاق رواية ابن صبيح (٣) يقتضي العموم لكن في روايات اخر (٤) تصريح بالفرائض.
وقال في «الحبل المتين (٥)» : لم أظفر في كلام أصحابنا قدّس الله تعالى أرواحهم بكلام شافٍ فيما هو حقيقة التعقيب ، وقد فسّره بعض اللغويين كالجوهري وغيره بالجلوس بعد الصلاة لدعاء أو مسألة. وهذا يدلّ بظاهره على أنّ الجلوس داخل في مفهومه وأنّه لو اشتغل بعد الصلاة بالدعاء قائماً أو ماشياً أو مضطجعاً لم يكن ذلك تعقيباً ، وفسّره بعض فقهائنا بالاشتغال عقيب الصلاة بدعاء أو ذكر أو ما أشبه ذلك ولم يذكر الجلوس. ولعلّ المراد بما أشبه الدعاء والذكر البكاء من خشية الله تعالى والتفكّر في عجائب مصنوعاته والتذكّر بجزيل آلائه وما هو من هذا القبيل. وهل يعدّ الاشتغال بمجرّد تلاوة القرآن بعد الصلاة تعقيباً؟ لم أظفر في كلام الأصحاب بتصريح في ذلك والظاهر أنّه تعقيب ، أمّا لو ضمّ إليه الدعاء فلا كلام في صدق التعقيب على المجموع المركّب منهما ، وربّما يلوح ذلك من بعض الأخبار. وربّما يظنّ دلالة بعضها على اشتراط الجلوس في التعقيب ، ثمّ ساق الخبرين المرويين عن أمير المؤمنين عليه وعلى أخيه وآلهما أفضل الصلاة والتسليم وغيرهما من الأحاديث المتضمّنة للجلوس بعد الصلاة.
ثمّ قال : والحقّ أنّه لا دلالة فيها على ذلك ، بل غاية ما تدلّ عليه كون الجلوس مستحبّاً أيضا ، أمّا أنّه معتبر في مفهوم التعقيب فلا. وقس عليه عدم مفارقة مكان الصّلاة.
__________________
(١) منتهى المطلب : في التعقيب ج ١ ص ٣٠١ س ١٦.
(٢) مدارك الأحكام : في التعقيب ج ٣ ص ٤٥٢.
(٣) وسائل الشيعة : ب ١ من أبواب التعقيب ح ١ ج ٤ ص ١٠١٣.
(٤) وسائل الشيعة : ب ٤ من أبواب التعقيب ج ٤ ص ١٠١٩.
(٥) الحبل المتين : فيما يتعلّق بالتعقيب ص ٢٥٩ ٢٦٠.