أن طومان لما ولي مصر بعد جنبلاط طرد رجلا من جماعة جنبلاط (١) يقال له قانصوه المحمدي ـ ويعرف بالبرج (٢) ـ ، فجاء إلى مكة فلم يلتفت إليه صاحب مكة الشريف محمد بن بركات ولا قاضيها (٣) خوفا من السلطان طومان. فلما فقد طومان ، وتولى الغوري ليلة عيد الفطر من سنة ٩٠٦ تسعمائة وست (٨) أرسل إلى قانصوه ـ البرج ـ بولاية الشام ، فوصلت إليه الكتب في أول ذي القعدة ، وهو بمكة ، فجاءه الشريف بركات ، والقاضي أبو السعود بن ظهيرة ، فلم يأذن لهما لعدم التفاتهما إليه أولا. وكان الشريف هزاع بن محمد بن بركات بمكة ، فعامله (٤) قانصوه على (أن لا يجعل أمر مكة إليه) (٥) ، ويخلع أخاه بركات. وأمره بالخروج إلى ينبع ، (فخرج في خمسمائة فارس ، ونزلوا بينبع (٦) ، وكان واليها يحيى بن سبيع الحسيني (٧). وكاتبوا
__________________
(١) في (ج) «جبتلاط» وهو خطأ.
(٢) قانصوه المحمدي (توفي ٩١٠ ه) : المعروف بالبرجي لأنه كان نائب البرج الذي بناه قايتباي بالاسكندرية. كان أصله من مماليك الأشرف قايتباي ، ولي عدة وظائف سنية منها نيابة البرج وأمير مجلس وأمير محمل الحج ، ثم صار نائبا للشام حيث مات فيها. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٩٨ ، ١٠٠ ، ١٠٢ ، ١٠٨ ، ١٠٩ ، ١٧٥ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٣ / ٤٣٣ ، ٤٦٩ ، ٤ / ٦ ، ٣٤ ، ٦٦ ، ابن طولون ـ مفاكهة الخلان ١ / ٢٤٠ ، ٢٤٣ ، ٢٤٦ ، ٢٥٩ ، ٢٦٤ ، ٢٦٦ ، ٢٧٦ ، ٢٧٨.
(٣) أبو السعود بن ظهيرة.
(٨) في (د) «٩٠٧» وهو خطأ.
(٤) في (ج) أضاف الناسخ» المذكور».
(٥) ما بين قوسين وردت في (ج) «أن يجعل الأمر أي امرة مكة إليه».
(٦) في (أ) ، (ج) «بالينبع» والاثبات من (د).
(٧) في المصادر الواردة في ترجمته «ابن سبع». هو يحيى بن سبع بن هجان بن محارب بن مسعود الينبعي. انظر أحداث خروجه مع جازان ثم عفو السلطان عنه في :