فوصل جدة في الخامس (١) والعشرين من ذي القعدة من السنة المذكورة (٢) ، وركب إلى مكة ، فخرج للقائه الشريف أبو نمي ، فلاقاه ، ولاطفه ، وفرح بذلك الدفتردار (٣) غاية الفرح ، ودخل مكة ، ونزل مدرسة السلطان قايتباي.
فشرع (فيما هو بصدده ، فنظف أولا الآبار بمكة وزاد في عمقها ليحصل بها النفع. ثم شرع) (٤) في تنظيف دبول عرفة ، وأبرز وطاقه (٥) بالآجر (٦) ، وطلب الصناع ، والمهندسين من كل أرض ، فأتوه من الشام ، ومصر ، والصعيد (٧) ، وحلب ، واسطنبول ، واليمن
__________________
(١) في (ب) «لفحاس» وهو خطأ.
(٢) أي سنة ٩٦٥ ه ، وفي النهروالي ـ الاعلام ص ٣٤٢ : «يوم الجمعة لثمان بقين من ذي القعدة سنة ٩٦٩ ه» وهو الأصح لكون المؤرخ معاصرا للأحداث زمانا ومكانا.
(٣) في (د) «دفتدار».
(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).
(٥) الوطاق : أوطاق كلمة محرفة عن أوتاق وتعني المخيم والأثاث والمحطة. انظر : حمد الجاسر ـ مقدمة تحقيقه للبرق اليماني للقطب النهروالي ٧٥ ، ٨٠. فهي كلمة غير عربية وتعني هنا حافته.
(٦) في (أ) ، (ب) «بالاوجر» ، وفي (د) «بالاجود» وهو خطأ والاثبات من (ج). والآجر : هو اللبن المحروق ، ويعرف أيضا بالطوب واحدته طوبة ، قيل انها لغة مصرية قديمة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٦٩.
(٧) الصعيد : بلاد واسعة فيها عدة مدن عظام منها أسوان وهي أوله في ناحية الجنوب وقوص وقفط واخميم والبهنا ، يكتنفه جبلان يجري النيل بينهما والمدن والقرى شارعة عليه. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٤٠٨ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ٢ / ٨٤١ ، ٨٤٢ ، محمد وجدي ـ دائرة معارف القرن العشرين ٥ / ٤٩٦.