وحلي (١) ، وجميع أقطار الحجاز من خيبر إلى حلي إلى نجد ، وما دخل في ذلك (٢).
وعكف على العبادة ، واجتناء العلوم.
وكان جامعا لأشتات الفضائل حاويا لمحاسن الشمائل ـ أعني الشريف أبا نمي ـ ، وله النثر الفائق ، والشعر الرائق.
فمن شعره قوله :
نام (٣) الخليّ فمن لجفني (٤) الساهر |
|
إذ بات سلطان الغرام مسامري (٥) |
جفت المضاجع جانبي فكأنما |
|
شوك القتاد (٦) على الفراش مباشري |
وتأججت نار الغرام وأضرمت |
|
بين الجوانح في مكن سرايري |
وشجيت (٧) من ألم الفراق وخانني (٨) |
|
صبري الوفي على الخطوب وناصري |
__________________
(١) حلي : مدينة باليمن تقع على ساحل البحر بينها وبين مكة ثمانية أيام. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٢٩٧ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ١ / ٤٢١.
(٢) انظر خبر تفويض الشريف حسن في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٠ ضمن أحداث سنة ٩٦١ ه.
(٣) في (ب) «فام» أو «قام» لأن الناسخ لا يميز بين النقطة والنقطتين إلا ما ندر.
(٤) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٩٢ ه «الجفني».
(٥) في (ج) «مساهري» وهي بالمعنى نفسه ، وفي (د) «مسامر».
(٦) القتاد : نبات صلب له شوك مالابر من الفصيلة القرنية ، ويسمى في السودان الخشاب ، ومنه يستخرج أجود الصمغ ، وفي المثل» من دونه خرط القتاد» يضرب للشيء لا ينال إلا بمشقة عظيمة. المعجم الوسيط ٢ / ٧١٤.
(٧) وشجى : اهتم وحزن. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٧٣.
(٨) في (ج) أثبت الناسخ في المتن «وضنني» وأشار على الحاشية اليسرى