بذل الجهد من الأمراء المتقدمين (١). فجرت العين ، ودخلت مكة لعشر بقين من ذي القعدة (٢) من السنة المذكورة (٣).
وكان يوم دخولها يوم عيد أكبر ، وعمل مولانا القاضي حسين أسمطة عظيمة في الأبطح (ببستانه الأفيح) (٤) وجمع جميع الأعيان في ذلك المكان ، ونصب لهم الخيام ، ونحر الابل ، وذبح البقر والأغنام ، وخلع على المهندسين والمعلمين على اختلاف طبقاتهم ، وتصدق بمال عظيم (٥) ، وما أحسن قول بعض الأعيان ، وهو الشيخ جمال الدين بن إسماعيل العصامي المكي (٦) مخاطبا له في هذا اليوم الذي عم سروره القوم :
__________________
(١) في النهروالي ـ الاعلام ٣٤ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٨٨ «عشرة أعوام».
(٢) في القطبي ـ اعلام العلماء ١١٣ «في ذي الحجة».
(٣) أي سنة ٩٧٩ ه.
(٤) في (ب) ، (ج) «ببستان الأفج».
(٥) انظر هذه الأحداث في : النهروالي ـ الاعلام ٣٤٨ ، ٣٤٩ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٨٨.
(٦) هو جمال الدين بن إسماعيل صدر الدين بن إبراهيم عصام الدين الاسفرايني الشافعي المكي ، نشأ بمكة بين تهامة ونجد ، علامة ، هو جد المؤلف عبد الملك صاحب كتاب سمط النجوم العوالي في أخبار الأوائل والتوالي. انظر : الشهاب الخفاجي ـ ريحانة الألباء ١ / ٤١٧ ـ ٤١٩ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٨٤ ، ٤٢٠ ، أبو الخير مرداد ـ مختصر نشر النور والزهر ١٥٩ ، ١٦٠ ، وفيه : هو والد عبد الملك الآتية ترجمته في حرف العين ، ويعني يهه المؤرخ الحفيد وهو توهم وقع فيه. والزركلي ـ الأعلام ٤ / ١٥٧ ، ١٥٨ من ترجمة ولده وحفيده.