الثريات ، والقناديل ما لا يحصر (١) ، وأوقد من الشموع في تلك الليالي ما لا يحصر وكان في (٢) كل ليلة يخرج من بيت والده في زفة عظيمة فيها جماعة من الأعيان ، ويتلقاه من باب المسجد القضاة الأربعة (٣) ، ويمشون معه إلى مصلاه ، ثم إذا فرغ يمشون معه إلى باب المسجد ، ويصلي خلفه الأمراء ، والقضاة ، والفقهاء ، والأعيان ، والأروام (٤) ، والتجار ، وغيرهم ، ويصلي على يمينه فقيه (٥) ، وعن شماله القاضي أبو السعود بن ظهيرة ، وفي ليلة الختم زف المصلى المذكور راكبا من بيت والده إلى باب الصفا (٦) ، وسار إلى أن دخل من باب السلام وزيد في الشموع والوقيد أضعافا مضاعفة ، ومشى معه جميع الناس إلا النادر ، وكان من جملة
__________________
خطأ. وصفة هذا الحطيم كما جاء في إتحاف الورى للنجم عمر بن فهد ٤ / ٦١٨ أنه من الخشب جعل ستة أخشاب متقابلة وبين المقدمتين خشبة.
(١) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «يحصى». وهي بالمعنى نفسه.
(٢) سقطت من (ب) ، (ج).
(٣) وهم قضاة المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة.
(٤) المقصود بهم المقيمون من سكان الأناضول من الأتراك وغيرهم.
(٥) بالأصل فقيهه والتصويب من ج.
(٦) باب الصفا : هو أحد أبواب الحرم الواقعة في الجهة الجنوبية وسمي باب الصفا لأنه يليه وكان يقال له باب بني عدي بن كعب وعرف بعد ذلك بباب بني مخزوم لكونهم كانوا ساكنين في تلك الناحية ، يقع في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف ، أنشأه الخليفة المهدي العباسي في عمارته للمسجد الحرام الثانية سنة ١٦٤ ه ، جددت عمارته سنة ٩٨٤ ه ، أزيل مؤخرا في التوسعة السعودية للحرم. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٨٩ ، ٩٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ، اين ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢١٩ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣١ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢١ ، ١٢٢.