الثلث (١) ، أوقف الجميع على طلبة العلم. وعين للكتب خادما جعل له معلوما لذاته ـ إلى غير ذلك من الخيرات ـ ، وقد ضاعت أكثر كتب هذه (٢) المدرسة لتداول الأيدي ، واستولى عليها في عصرنا [هذا](٣) من لا يحسن ذكره في كتاب نظر الله سبحانه وتعالى إلى من نظر إليها ، ونفع بها المسلمين من ولاة الدين. وكان الفراغ من بناء هذه المدرسة سنة ٨٨٤ ثمانمائة وأربع وثمانين على يد الأمير سنقر (٤).
__________________
انظر : القلقشندي ـ صبح الأعشى ٣ / ١٢٥.
(١) قلم الثلث : وهو نمط من أنماط الخط يكتب بقلم سماكته تساوي ثمان شعرات من شعر البرذون ، والبرذون هي الخيول والبغال غير العربية ، اخترعه إبراهيم السجزي ، وقطعة هذا القلم محرفة لأنه يحتاج فيه إلى تشعيرات لا تأتي إلا بحرف القلم ، وهو إلى التقوير أميل منه إلى البسط. ويروس فيه من الحروف الألف المفردة والجيم وأختاها والطاء والكاف المجموعة واللام المفردة والسنة المبتدأة وعقده من الصاد وأختها الطاء وأختها والعين وأختها والفاء والقاف والميم والهاء والواو واللام ألف المحققة كلها مفتحة لا يجوز فيها الطمس بحال. القلقشندي ـ صبح الأعشى ٣ / ١٦ ، ١٧ ، ٥٣ ، ٦٤.
(٢) سقطت من (ب) ، (ج).
(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). أي عصر المؤلف.
(٤) الأمير سنقر هو : يوسف بن كاتب جكم الزين الجمالي ، أبو السعادات ، ناظر الخاص ، ترقى حتى عمل الشادية على عمائر السلطان بمكة والمدينة وأضيفت له الحسبة بمكة وغيرها ، ودام في ذلك مدة. انظر : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٥٠٩ ، ٥٢٦ ، ٦١٩ ، ٦٣٧ ، ٦٣٨ ، ٦٥٤ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ٢٧٣ رقم الترجمة ١٠٤٠ .. انظر أخباره هذه العمارة في : النهروالي ـ الاعلام ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٦١٢ ، ٦١٩ ، ٦٢٠ ، ٦٣٨ ، ٦٣٩ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، وفيهما أن اكتمال المدرسة كان سنة ٨٨٣ ه وهو الأصح لقول المصادر به ومن بينها المعاصرة زمانا ومكانا.