السدرة (١) ، وبعض دور كانت (٢) لصاحب مكة ، فهدمها ، وبنى في محلها المدرسة الباقية إلى الآن (٨) وفيها اثنان وسبعون خلوة (٣) ، ومجمعا مشرفا على المسجد وعلى المسعى ، ومكتبا ، ومأذنة. وصير المجمع مدرسة بناها بالرخام الملون. وقرر فيها أربعة مدرسين ، وأرسل (خزانة كتب) (٤) من أجل ما يذخر (٥) من الكتب ، ومن جملتها ربعة (٦) مكتوبة بالذهب الخالص من أولها إلى آخرها بقلم الشعر (٧) في صورة قلم
__________________
(١) رباط السّدرة : يقع بالجانب الشرقي من المسجد الحرام على يسار الداخل إلى المسجد الحرام من باب بني شيبة ، وهو ملاصق لرباط المراغي ، لم يعرف واقفه ولا تاريخ وقفه إلا أنه كان موقوفا في سنة ٤٠٠ ه وموضعه هو دار القوارير التي بنيت في زمن الرشيد. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٣٠ ، العقد الثمين ١ / ١١٨.
(٢) أضاف في (د) «بمكة».
(٨) أضاف أحد المطلعين على المخطوط في سنة ١٢٨٧ ه على الحاشية اليسرى للمخطوط ما نصه : «قلت أما في عصرنا (١٢٨٧ ه) فلم يبق لها ذكر بل أكثر الناس يظن أنها بنيت للاستغلال ولا يعرف غير ذلك لما يرى عنه من بيعها وكرائها في غير توقف فالله المستعان».
(٣) خلوة : هو المكان الذي ينقطع فيه العابد للعبادة ، وعند الصوفية المكان الذي يختلي فيه الصوفي بنفسه مبتعدا عن الخلق للتعبد والزهد والحصول على كمال الصفا. وفي النصرانية هو المكان الذي يحبس الراهب نفسه فيه للتعبد وهي بمنزلة الكنيسة. انظر : القلقشندي ـ صبح الأعشى ٥ / ٤٤٥ ، البستاني ـ المعلم بطرس (١٢٣٤ ـ ١٣٠٠ ه) ـ دائرة المعارف ، دار المعرفة ، بيروت ، لبنان ٧ / ٤٥٧ ، دائرة معارف فريد وجدي ٣ / ٧٨٤ ، البقلي ـ التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ١٢٢.
(٤) أشار ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليمنى ص ١٤ أن في نسخة أخرى «خزانة كتب».
(٥) هكذا في (أ) وفي بقة النسخ «يدخر» بالدال.
(٦) أي قرآن كريم.
(٧) قلم الشعر : هو قلم الغبار ، وسمي بذلك لدقته كأن النظر يضعف عن رؤيته.