مدرسة (١) يرتب فيها دروس الأربعة المذاهب. ورباطا يسكنه الفقراء. ويعمر له ربوعا ، ومسقفات ، يحصل بها ريع كثير يصرف (٢) على المدرسين ، وأن يقرأ له ربعة (٣) في كل يوم ، يحضرها القضاة الأربعة. ويعمل [له](٤) مكتبا للأيتام ، وغير ذلك من جهات الخير.
فاستبدل الخواجا ابن الزمن رباط المراغي (٥) ، ورباط
__________________
الزمن بن السراج القرشي شمس الدين الدمشقي ثم القاهري الشافعي ، ولد بدمشق ونشأ بها واشتغل بالتجارة كأبيه ، سافر إلى عدة أقطار من بينها مصر ، تعرف فيها على الأشرف قايتباي ، فلما تسلطن عينه لمشارفة العمائر المكية ، عمر كثيرا من الأماكن في مكة والمدينة قبل قايتباي وبعده ، توفي بمكة. انظر : النجم عمر بن فهد ـ اتحاف الورى ٤ / ٤٩٤ ، ٥٢٥ ، ٥٢٧ ـ ٥٣٠ ، ٥٣٢ ، ٥٥٥ ـ ٥٥٧ ، ٦٣٧ ، ٦٣٨ ، ٦٤٧ ـ ٦٤٩ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٨ / ٢٦٠ ـ ٢٦٢ ترجمة رقم ٧٠٣ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٣ / ٢٩٣.
(١) وضع المؤلف عنوانا جانبيا على حاشية المخطوط اليسرى نصه : «قف على بناء مدرسة السلطان (مطموسة) عام ٨٨٣ ه». كما وضع ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليمنى ص ٤ كعنوان جانبي ما نصه : «قف على مدرسة السلطان قايتباي بمكة».
(٢) في (ج) «ويصرف ذلك».
(٣) الربعة : أي المصحف الشريف حيث كانوا يقسمونه إلى ثلاثين جزءا يطبع كل جزء منها منفردا ومجموع هذه الأجزاء كانوا يطلقون عليها اسم ربعة. انظر : السباعي ـ تاريخ مكة حاشية ص ٢٩٧.
(٤) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.
(٥) رباط المراغي : هو رباط قاضي القضاة أبي بكر محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم المراغي ، ويعرف بالقيلاني لسكناه له ، يقع عند باب المسجد المعروف بباب الجنائز بالجانب الشرقي للمسجد الحرام ، وتاريخ وقفه سنة ٥٧٥ ه ، وقفه صاحبه على الصوفية الواصلين إلى مكة المقيمين والمجتازين من العرب والعجم. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٣٠ ، العقد الثمين ١ / ١١٨.