الزيارة فلاقوه) ، فصافحه صاحب مكة ، وهما على الخيل ، ومشى عن يمينه ، والقاضي برهان الدين عن يساره ، وسلم الباقون على بعد. وصار السلطان يلاطفهم ، ويشكر لهم فعلهم ، ويبدأهم بالحديث ، والمباسطة ، وألبسهم الخلع الفاخرة مرارا متكاثرة وفارقوه من بدر (١). وتقدموا إلى مر الظهران ، ورتبوا هناك سماطا حافلا (٢).
فلما كان يوم الأحد مستهل ذي الحجة وصل السلطان إلى الوادي (٣) ووجد السماط ممدودا ، فجلس عليه ، ومن (٤) معه ، وجعل يطعم ، ويأكل ، وخلع على الخدام ، والأنفار [الذين مدوا السماط](٥) ، ووصل بقية القضاة ، والخطباء (٦) ، وأعيان مكة ، فسلموا عليه وانصرفوا. وركب فيمن معه ، ودخل مكة ليلا ، وكان قاضي مكة
__________________
٢٣٣ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦ أن الشريف استمر ببدر.
(١) بدر : وفيها وقعة الفرقان سنة ٢ ه. ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء. واليوم هي قرية عامرة من قرى الحجاز في الجنوب الغربي من المدينة المنورة على بعد ١٥٥ كيلومترا منها و ٣٠٥ كيلومترا من مكة ، فيها عين جارية ونخيل وزراعة ، وهي أيضا قاعدة وادي الصفراء وتتبعها عدة امارات صغيرة. انظر : البكري ـ معجم ما استعجم ١ / ٢٣١ ، ٢٣٢ ، ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ١ / ١٧٠ ، ١٧١ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ١٨٩ ـ ١٩٣.
(٢) سقطت من بقية النسخ.
(٣) أي وادي مر الظهران.
(٤) سقطت من (ب).
(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).
(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ قدم النساخ الخطباء على القضاة.