المذكور (١) هو الملقن (٢) له الأدعية (٣) إلى أن دخل من باب السلام فدخل بحصانه ، فعثر ، فطاحت عمامته ، فتقدم رمضان المهتار (٤) ، فناوله إياها ـ وكان ذلك تأديبا من الله سبحانه وتعالى له (٥) حيث لم يدخل محرما ـ.
فترجل من العتبة (٦) الثانية ، وقرأ الريس بين يديه (٧)(لَقَدْ صَدَقَ اللهُ
__________________
(١) البرهان إبراهيم بن ظهيرة.
(٢) في (ب) «الملعلن» وهو خطأ ، وفي (ج) «المعلن».
(٣) يرى السباعي في كتابه تاريخ مكة ٣٢٧ : أن صناعة الطوافة ابتدعت في هذا العهد لأن الشراكسة بحكم جهلهم اللغة العربية وميلهم إلى الأبهة والبذل كانوا يفضلون أن يعتمدوا على من يخدمهم ويدلهم على مشاعر الحج ، ويتلو أمامهم الأدعية ، وقال : «ولم يذكر المؤرخون مطوفا قبل القاضي كان يلقن الحجاج في مكة فيما قرأته من تواريخ مكة».
(٤) رمضان المهتار ، أو مهتار رمضان يبدو أنه رمضان المنفلوطي ثم القاهري المهتار ، عامي جلف. ولد ببني غالب قرية من عمل منفلوط ، رقاه أستاذه وصار يتكلم في الكسوة وغيرها. السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ٢٢٩ ترجمة رقم ٨٦٣. والمهتار : هو لقب من ألقاب أرباب الوظائف من طائفة أرباب الخدم ، أطلق في دولة المماليك على كبير كل طائفة من غلمان البيوت السلطانية كمهتار الشراب خاناه ومهتار الركاب خاناه.
وهذا اللقب مشتق من اللغة الفارسية ، أصله مهتر ، ويتألف هذا اللفظ من كلمتين : مه بكسر الميم ومعناها الكبير ، وتاو بمعنى أفضل التفضيل ، فيكون المعنى الكلي الأكبر.
وكانت مهتارية البيوت السلطانية يعينون من قبل السلطان نفسه أو نائبه وعلى نمط مهتارية البيوت السلطانية ، وجدت مهتارية لبيوت الأمراء. يضاف إلى ما تقدم أن هذه الوظيفة أول ما عرفت في الدولة الغزنوية حيث كان صاحبها يسمى مهتر سراي ، أي أكبر رجال القصر. انظر : القلقشندي ـ صبح الأعشى ٥ / ٤٤١ ، الباشا ـ الفنون الإسلامية ٣ / ١١٤٥ ـ ١١٥٢.
(٥) سقطت من بقية النسخ.
(٦) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٣٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦ ، ٤٧. في (ب) «الفبة» وهو خطأ.
(٧) في النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى