فاستخبري قلبك المعنى |
|
يخبرك عن قلبي المشوق (١) |
انتهى كلام الفتح.
وأبو بكر بن عطية المذكور هو والد الحافظ القاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية صاحب التفسير الشهير ، رحم الله تعالى الجميع!.
قال في الإحاطة في حقه ما ملخصه : هو الشيخ الإمام المفسر عبد الحق بن غالب بن عطية المحاربي ، فقيه عالم بالتفسير والأحكام والحديث والفقه والنحو واللغة والأدب ، حسن التقييد ، له نظم ونثر ، ولي قضاء المرية سنة تسع وعشرين وخمسمائة في المحرم ، وكان غاية في الذكاء والدهاء والتهمم بالعلم ، سريّ الهمة في اقتناء الكتب توخى الحق ، وعدل في الحكم ، وأعز الخطة ، روى عن أبيه وأبوي علي الغساني والصدفي وطبقتهما ، وألف كتابه «الوجيز» في التفسير فأحسن فيه وأبدع ، وطار بحسن نيته كلّ مطار ، وبرنامجا ضمنه مروياته وأسماء شيوخه فحرر وأجاد.
ومن نظمه يندب عهد شبابه : [بحر البسيط]
سقيا لعهد شباب ظلت أمرح في |
|
ريعانه وليالي العيش أسحار (٢) |
أيام روض الصبا لم تذو أغصنه |
|
ورونق العمر غضّ والهوى جار |
والنفس تركض في تضمير شرّتها |
|
طرفا له في زمان اللهو إحضار (٣) |
عهدا كريما لبسنا فيه أردية |
|
كانت عيانا ومحّت فهي آثار |
مضى وأبقى بقلبي منه نار أسى |
|
كوني سلاما وبردا فيه يا نار |
أبعد أن نعمت نفسي وأصبح في |
|
ليل الشباب لصبح الشّيب إسفار |
وقارعتني الليالي فانثنت كسرا |
|
عن ضيغم ما له ناب وأظفار |
إلا سلاح خلال أخلصت فلها |
|
في منهل المجد إيراد وإصدار |
أصبو إلى روض عيش روضه خضل |
|
أو ينثني بي عن العلياء إقصار (٤) |
إذا فعطّلت كفي من شبا قلم |
|
آثاره في رياض العلم أزهار |
__________________
(١) المعنّى : المكلف ما يصعب ويشق عليه.
(٢) أسحار : جمع سحر ، وهو آخر الليل قبل الفجر.
(٣) الشرّة : الحدة. والطرف ، بكسر الطاء وسكون الراء : الفرس. والإحضار : ضرب من السير السريع.
(٤) خضل : ندي ومبتل.