لا تجعلن رمضان شهر فكاهة |
|
تلهيك فيه من القبيح فنونه |
واعلم بأنك لا تنال قبوله |
|
حتى تكون تصومه وتصونه |
وله في مثل ذلك : [بحر الطويل]
إذا لم يكن في السمع مني تصاون |
|
وفي بصري غضّ وفي مقولي صمت |
فحظي إذا من صومي الجوع والظما |
|
وإن قلت إني صمت يوما فما صمت |
وله في المعنى الأول : [بحر الطويل]
جفوت أناسا كنت آلف وصلهم |
|
وما في الجفا عند الضرورة من باس |
بلوت فلم أحمد ، وأصبحت آيسا |
|
ولا شيء أشفى للنفوس من الياس |
فلا تعذلوني في انقباضي فإنني |
|
رأيت جميع الشر في خلطة الناس |
وله يعاتب بعض إخوانه : [بحر الوافر]
وكنت أظن أن جبال رضوى |
|
تزول وأن ودك لا يزول |
ولكنّ الأمور لها اضطراب |
|
وأحوال ابن آدم تستحيل (١) |
فإن يك بيننا وصل جميل |
|
وإلا فليكن هجر طويل |
وأما شعره الذي اقتدحه من مرخ الشباب وعفاره (٢) ، وكلامه الذي وشحه بمآرب الغزل وأوطاره ، فإنه نسي إلى ما تناساه ، وتركه حين كساه العلم والورع من ملابسه ما كساه ، فمما وقع من ذلك قوله : [بحر الكامل]
كيف السلو ولي حبيب هاجر |
|
قاسي الفؤاد يسومني تعذيبا |
لما درى أن الخيال مواصلي |
|
جعل السهاد على الجفون رقيبا (٣) |
وله أيضا : [بحر مخلع البسيط]
يا من عهودي لديك ترعى |
|
أنا على عهدك الوثيق |
إن شئت أن تسمعي غرامي |
|
من مخبر عالم صدوق |
__________________
(١) تستحيل : تتغير.
(٢) المرخ ، بفتح الميم وسكون الراء : شجر سريع الوري يتخذ للقدح به ، والعفار ـ بفتح العين والفاء جميعا : شجر خوار يتخذ منه الزناد ، ونارهما أسرع نار وأعظمها.
(٣) السهاد : الأرق.