ما ضرّ حسن الذي أهواه أنّ سنى |
|
كريمتيه بلا شين قد احتجبا |
قد كانتا زهرتي روض وقد ذوتا |
|
لكنّ حسنهما الفتان ما ذهبا (١) |
كالسيف قد زال عنه صقله فغدا |
|
أنكى وآلم في قلب الذي ضربا (٢) |
وأنشدته لنفسي في ذلك : [بحر السريع]
ورب أعمى وجهه روضة |
|
تنزّهي فيها كثير الديون |
وخدّه ورد غنينا به |
|
عن نرجس ما فتحته العيون |
وأنشدته أيضا لنفسي في ذلك : [بحر الطويل]
فيا حسن أعمى لم يخف حدّ طرفه |
|
محبّ غدا سكران فيه وما صحا |
إذا صاد خلّ بات يرعى حدوده |
|
غدا آمنا من مقلتيه الجوارحا |
وكتبت إليه استدعاء ، وهو : المسؤول من إحسان سيدنا الإمام العالم العلامة ، لسان العرب ، ترجمان الأدب ، جامع الفضائل ، عمدة وسائل السائل ، حجة المقلّدين ، زين المقلّدين ، قطب المؤملين ، أفضل الآخرين ، وارث علوم الأولين ، صاحب اليد الطولى في كل مكان ضيق ، والتصانيف التي تأخذ بمجامع القلب فكل ذي لبّ إليها شيّق ، والمباحث التي أثارت الأدلة الراجحة من مكامن أماكنها ، وقنصت أوابدها الجامحة (٣) من مواطئ مواطنها ، كشاف معضلات الأوائل ، سبّاق غايات قصر عن شأوها سحبان وائل ، فارع هضبات البلاغة في اجتلاء اجتلابها وهي في مرقى مرقدها ، سالب تيجان الفصاحة في اقتضاء اقتضابها من فوق فرقدها ، حتى أبرز كلامه جنان فكلّ جنّان من بعده عن الدخول إليها جبان ، وأتى ببراهين وجوه حورها لم يطمثهن إنس قبله ولا جان ، وأبدع خمائل نظم ونثر لا تصل إلى أفنان فنونها يد جان ، أثير الدين أبي حيان ، لا زال ميت العلم يحييه وهل عجيب ذلك من أبي حيان : [بحر الكامل]
حتى ينال بنو العلوم مرامهم |
|
ويحلهم دار المنى بأمان (٤) |
إجازة كاتب هذه الأحرف ما رواه فسح الله تعالى في مدته من المسانيد والمصنفات
__________________
(١) ذوتا : ذبلتا.
(٢) أنكى : أكثر نكاية.
(٣) قنصت : اصطادت. وأوابد الأدلة : شواردها.
(٤) في أ : «حتى ينال بني العلوم» ، وفي ج ، ه : «وحتى ينال بنو المعلم» والأفضل أن يكون «حتى ينيل بني العلوم مرامهم» ولم يأت كذلك في الأصول.