وقال في حقه ابن سعيد في «المغرب» ما ملخصه : حامل راية الإحسان ، المشار إليه في هذا الأوان ، ومن شعره قوله يصف الياسمين : [مجزوء الوافر]
حديقة ياسمين لا |
|
تهيم بغيرها الحدق |
إذا جفن الغمام بكى |
|
تبسّم ثغرها اليقق (١) |
فأطراف الأهلة سا |
|
ل في أثنائها الشفق |
وكتب إلى الوزير أبي عبد الله بن أبي الحسين بن سعيد يستدعي منه منثورا : [بحر الطويل]
لك الخير أتحفني بخيريّ روضة |
|
لأنفاسه عند الهجوم هبوب |
أليس أديب الروض يجعل ليله |
|
نهارا فيذكو تحته ويطيب |
ويطوي مع الإصباح منشور نشره |
|
كما بان عن ربع المحب حبيب |
أهيم به عن نسبة أدبية |
|
ولا غرو أن يهوى الأديب أديب |
وقوله في الخسوف : [بحر المتقارب]
نظرت إلى البدر عند الخسوف |
|
وقد شين منظره الأزين |
كما سفرت صفحة للحب |
|
يب يحجبها برقع أدكن |
وقوله في المعنى : [بحر الوافر]
ألم تر للخسوف وكيف أبدى |
|
ببدر التم لماع الضياء |
كمرآة جلاها القين حتى |
|
أنارت ثم ردت في غشاء |
وقوله : [بحر الخفيف]
والثريّا بجانب البدر تحكي |
|
راحة أومأت لتلطم خدا |
وقوله : [بحر الكامل]
من عاذري من بابلي طرفه |
|
ولعمره ما حلّ يوما بابلا |
أعتدّه خوطا لعيشي ناعما |
|
فيعود خطّيّا لقتلي ذابلا (٢) |
__________________
(١) اليقق : الشديد البياض ، الناصع.
(٢) الخوط : الغصن الناعم. والخطيّ : الرمح.