وقال : [بحر الكامل]
وافيت ربعهم وقد بعد المدى |
|
ونأى الفريق من الديار وسارا |
ما كدت أعرف بعد طول تأمل |
|
دارا بها طاف السرور ودارا |
وله : [بحر الوافر]
ولست أرى الرجال سوى أناس |
|
همومهم موافاة الرجال |
أطالوا في النّدى إهلاك مال |
|
فعاشوا في الأنام ذوي كمال |
وقال : [بحر الخفيف]
أيها المتهمون نفسي فداكم |
|
أنجدوني على الوصول لنجد |
وقفوا بي على منازل ليلى |
|
فوجودي هناك يذهب وجدي |
وما كتبه على كتاب «نسيم الصّبا» لابن حبيب ، وصورته : لما وقفت على الفصول الموسومة بنسيم الصبا ، المرسومة في صفحات الحسن فإذا أبصرها اللبيب صبا ، انتعش بها الخاطر انتعاش النبت بالغمام ، وهملت (١) سحائب بيانها فأثمرت حدائق الكلام ، وأخرجت أرض القرائح ما فيها من النبات ، وسمعت الآذان ضمخة الأذهان (٢) بهذه الأبيات : [بحر المنسرح]
هذي فصول الربيع في الزمن |
|
كم حسن أسندت إلى حسن |
رقّت وراقت فمن شمائلها |
|
بمثل صرف الشمول تتحفني (٣) |
كم ملح قد حوت وكم لمح |
|
يعجبني لفظها ويعجزني |
كم فيه من نفث ومن نكت |
|
أشهدني حسنها فأدهشني |
جمع عدمنا له النظير فلا |
|
يصرف عن خاطر ولا أذن |
يا خير أهل العلا وبحرهم |
|
أيّ بديع الكلام لم ترني (٤) |
بدرك في مطلع الفضائل لا |
|
يكون مثل له ولم يكن |
هذي الفصول التي أتيت بها |
|
قد أفحمت كل ناطق لسن |
__________________
(١) في ب : «وهمت سحائب».
(٢) في ب : «صحبة الأذهان». وفي ه : «ضخمة الأذهان».
(٣) الشمول : الخمر.
(٤) في أ : «يا حبر أهل العلا».