وهو طويلة ، فأجابه الصفدي بقوله : [بحر البسيط]
يا فاضلا كرمت فينا سجاياه |
|
وخصّنا بالآلي في هداياه |
خصصتني بقريض شفّ جوهره |
|
لما تألق منه نور معناه (١) |
من كل بيت مبانيه مشيدة |
|
كم من خبايا معان في زواياه |
وهي طويلة.
رجع إلى نظم أبي جعفر ـ فمن ذلك قوله : [بحر الطويل]
تريك قدا على ردف تجاذبه |
|
كخوطة في كثيب الرمل قد نبتت (٢) |
ريّا القرنفل في ريح الصبا سحرا |
|
يضوع منها إذا نحوي قد التفتت |
عقد بهما ألفاظ قول امرئ القيس : [بحر البسيط]
إذا التفتت نحوي تضوّع ريحها |
|
نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل |
وأورد له قوله : [بحر الطويل]
ولو لا نجاء العيس حول ديارها |
|
غداة منّى لم يبق في الركب محرم |
ففوق ذرى المتنين برد مهلل |
|
وتحت رداء الخز وجه معلم |
عقد في الأول قول قيس بن الخطيم : [بحر الطويل]
ديار التي كنا ونحن على منّى |
|
تحوط بنا لو لا نجاء الركائب |
وعقد في الثاني قول ابن أخي ربيعة : [بحر الطويل]
أماطت رداء الخز عن حرّ وجهها |
|
وأرخت على المتنين بردا مهللا (٣) |
وأورد له قوله : [بحر البسيط]
إن ادعى لك مروان الجلال فقل |
|
لا يجهل المرء بين الناس رتبته |
__________________
(١) القريض : الشعر.
(٢) الخوطة : الغصن الناعم.
(٣) أماطت : نحّت وأبعدت.